أتحدى كل الذين ينتسبون إلى النخبة "الحداثية" الرسمية-لا المهمشة والمقموعة- (بسياسييهم وإعلامييهم وحقوقييهم وجامعييهم ونقابييهم ومحلليهم وخبرائهم ،)
أتحداهم جميعا (ولا أستثني أحدا ) أن يكونوا قد أنتجوا مفهوما واحدا لإدارة السياق الانتقالي من وجهة نظر مواطنية جامعة،
أتحداهم أن يذكروا لنا مفهوما واحدا أنتجه"الذكاء التونسي" لتدبر الحدث الثوري وتوجيهه بعيدا عن مصالح المنظومة القديمة وخياراتها الكبرى )اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، )
أتحداهم بعد ذلك كله أن يذكروا سببا واحدا يجعلنا نؤمن بأنهم أكثر من مجرد "آلات تلهية" ورمزيات بائسة لا دور لها إلا حرف الأنظار والعقول عن الاشكالات الحقيقية للمواطن،
أتحداهم أن يكونوا قد تجاوزوا دور"تقني المعرفة" في الحراسة الايديولوجية لمصالح النواة الصلبة للدولة العميقة قبل 14 جانفي وبعده،
أتحداهم أن يكون سقف شجاعتهم العلمية قد تجاوز في أغلب تدخلاتهم العمومية مستوى التصادم مع المقدسات الدينية، ومستوى مضاددة التطلعات التحررية للفئات والجهات الاكثر تضررا من سياسات النظام النوفمبري.
أتحداهم اخيرا أن يبرهنوا لنا على أنّ الخطابات الصدامية(مع ضحايا بن علي ومع مقدسات الشعب)ليست اكثر من عملية تعويض أو استبدال لا واع يحاول إخفاء عجزهم المطلق على المساس بالمقدسات السلطوية (مقدسات مدن الفساد البرجوازي كما يسميها ماو تسي تونغ. )
أتحداهم أن تكون لهم وظيفة حقيقية بعد الثورة إلا حماية مصالح المركب الأمني_المالي_الجهوي وشرعنتها وجعلها في حكم البداهة والمطلقات التي لا تقبل النقض والمراجعة.