الدارجة : برشه ناس متغششة على ناجي جلول لأنو قال إنو يلزم ينقصو من الماط والفيزيك...ويقويو في الموسيقى والمسرح...مانيش باش نحكي على اللي متخرجين من الشعب الادبية واللي ينتقدوا في ناجي جلول وكأنهم متحصلين على جوائز نوبل في الطب وإلا الفيزياء وإلا الاقتصاد. باش نحكي فقط على بعض المتخصصين في العلوم واللي يتصوروا انو الذكاء النظري أرقى من أشكال الذكاء الاخرى (هذا على افتراض إنهم يسمعوا اصلا بوجود انواع ذكاء اخرى موش مرتبطة بالمنطق الصوري والرياضيات والعلوم الفيزيائية).
انا شخصيا،كنت نتفهم الغش متاعهم لو أنو النظام التعليمي اللي خايفين عليه من المواد الأدبية والأنشطة الفنية عمل أي إنجاز حقيقي في المستوى الاقتصادي وإلا العلمي …وكنت زاده نتفهم الغش متاعهم لو أنو اللي قراو برشه رياضيات وفيزيك وإلا تفوقوا فيهم ينجموا يعملوا حاجة في بلاد النمط أكثر من أنهم يكونوا موظفين وإلا أساتذة وإلا أطباء وإلا مهندسين في مجتمع متخلف ويزداد التخلف متاعو كل بوم أكثر واكثر…
وكنت أخيرا نتفهم الغضب متاع الناس وخوفهم على الماط والفيزيك لو أنو العلوم هاذي تنجم تنتج وحدها (وبدون المواد الأدبية والأنشطة الفنية) مواطنين تتجاوز طموحاتهم مستوى مراكمة الثروات الشخصية والبحث عن الخلاص الفردي.
بالفصحى: أنا لا اخوض معارك دونكشوتية للدفاع عن تراتبية أخرى يكون التخصص الأدبي في أعلى السلم منها، انا فقط احاول تصحيح بعض الرؤى والمفاهيم والبدائل. قد أكون جادا أحيانا، وقد أركب الأسلوب الهزلي الساخر أحيانا اخرى، ولكن قبلتي في الحالتين واحدة: بيان محدودية المشاريع التي تدّعي الكمال والتفوّق و"العلمية" و"الوطنية"، وتجلية تناقضاتها الذاتية التي تؤذن بفشلها ولو بعد حين.
انا لن أؤمن أنّ المعركة هي بين العلوم والآداب، وإنما بينت فقط أنّ من يدافعون عن الرياضيات والفيزياء والمواد العلمية في مجتمع متخلف وتابع، إنما يدافعون عن تراتبية معرفية/اجتماعية/اقتصادية انما يدافعو عن سرديات نجاح خاصة، وليس عن سردية نجاح وطنية.