ما جاء في معنى "اللُهاط"

Photo

اعلم ،أعزك الله، أنّ الخالق قد ابتلى أهل افريقية قبل حكومة النداء بثلاثة أصناف من الناس ضيقوا على الناس سبل الدنيا وبغّضوا اليهم صراط الآخرة. وقد ضبطهم المؤرخون في ثلاثة "رهوط" يتساكنون حينا ويتعاقبون أحيانا وهم الُغزاة والطُغاة والغُلاة،

ولكنّ بعض المحققين قالوا إنّ من "بركات" مُلك "ذي الهيبة" و"صاحب الكاريزما" سيدي الباجي قائد السبسي(قدس الله جهره وسرّه) أن "منّ" الله علينا بصنف رابع من الابتلاءات لم يرد له ذكر في كتب الرِّقاق (في ابواب صنوف البلاء والفتن والمحن الجلية منها والخفية)، و لا في كتب الملاحم والفتن وأمارات الساعة. وقد تواضع علماء اللغة على وسمه ب"اللُهاط" من جهة قياسه على ما هو من جنسه من الأوبئة والأسقام الطارئة على الأبدن والأرواح(كالزُكام والصُداع والدُوار والرُهاب والسُهاد وما هو في معناها) .

واللُهاط -عفانا وعافاكم الله- مرض لا يُعرف له أصل له فيما سبق من الأعصار وما جاورنا من الأمصار، ولذلك اختلف الناس في نسبته فمنهم من قال انهم مرض "محدَث" ( لمقابلته بالأمراض القديمة المعهودة عند الناس)، ومنهم من أنكر ذلك وقال إنّ الأصح أن يُقال إنه مرض "حداثي" وبسط في الاحتجاج لهذه النسبة أدلةً ليس هذا مقام ذكرها.

قال المؤلف: ولم نعثر "للُهاط" على ذكر في كتب اللغة وفي مصنفات الطب وكتب الخيمياء وغيرها، ولم يصادفنا اللفظ (مع شدّة البحث والتحري) في أشعار العرب منذ جاهليتهم الأولى وصولا إلى قصيدة النثر وما كان بينهما من الموشّحات والأزجال وشعر التفعيلة والمدائح والأذكار.

واتفق المحققون على أنّ "اللُهاط" هو معنى/ابتلاء "غير مجنّس"(أي A-SEXUé بلغة الفرنجة)، ولا علاقة له بالمعنى الدارج المعروف عند العامة إلا من جهة الاشتراك في الاشتقاق، وبذلك يكون "اللُهاط" صفة لكل من استعلى على الناس بحب"تونس" حتى كادت تصير عنده ملكية شخصية لا ينازع فيها،

وهو كذلك صفة لكل من زايد على نظرائه في الخلق وشركائه في الوطن بحب العلم كذبا وبهتانا ، ثم كان عاقبة أمره وآية "حبّه" أن جعل علم بلاده "خيشة"(عياذا بالله من ذلك) يمسح "أهل النمط" ومواليهم فوقها أرجلهم ثم يقسّمونها بين الفقراء والمحتاجين من سكان الدواخل ومناطق الظل/الذل.

فلاديمير لينين، كتاب، اللُّهاطية أعلى مراحل النوفمبرية، ص7، دار النمط، بلاد التررني(د.ت)

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات