هؤلاء هم الإرهابيون

Photo

الأهداء: إلى كل شهداء الإرهاب الذين تلاعبت بهم أجندات الانقلاب والالتفاف، إلى كل من لا صوت لهم ولا لوبيات.....رحم الله شهداءنا...اما أعداؤهم فلن يرحمهم الله ولا التاريخ .

من قتل جنودنا ورجال أمننا في الكاف والقصرين وسيدي بوزيد وفي كل مكان من هذا الوطن المستباح فهو إرهابي، من غطى على قتلتهم لأسباب توافقية أو انقلابية فهو ارهابي، من تاجر بدمائهم في المنابر الاعلامية وساهم في زيادة الاحتقان الايديولوجي فهو إرهابي، من استفز مقدسات الناس لأسباب انتخابية ولتصفية حسابات سياسية ضيقة فهو إرهابي، من دافع عن كل الأقليات وعن شذاذ الافاق جميعا وضاق صدره بحجاب وقميص ولحية فهو إرهابي، من عمل على تتفيه قضية شهداء الثورة وتبييض مجرميها فهو إرهابي،

من عجزه عن تقديم حلول وطنية لا حزبية او استئصالية للأزمة"المجتمعية" فهو ارهابي، من أنكر أنّ الوهابية وكل ما تفرع عنها من مناهج سلفية جهادية هي مناهج ارهابية ببنيتها وأسسها العقدية فهو ارهابي، من حاول تبييض النقابات الأمنية ودعا الى "تفويضها" دون ضوابط او قانون فهو ارهابي، من سخر من وعي المواطنين وسفّه أحلامهم اذا ما لم يعيدوا اليه أوهامه ويعبدوا أوثانه فهو إرهابي،

من لم ير مسلما مستقيما على الطريقة والصراط المستقيم غير نفسه وثلاثة من حوله فهو إرهابي، من نادى جهارا بتكرار مجزرة رابعة في تونس فهو إرهابي، من اعتبر الإسلاميين مجرد فاصلة عابرة في تاريخ تونس فهو إرهابي، من أوحت إليه الحتمية التاريخية بأنّ الإسلاميين عابرون ولكن الإشكال فقط هو في الثمن "الدموي" الذي يجب دفعه لرحيلهم فهو إرهابي.

من ضيق على الناس واسعا وسد عليهم طرق الآخرة إلا الطريق الذي ارتضاه لهم فهو إرهابي، من ظن أن شرع الله هو حدوده وأن الله يفرح بسفك دماء المخالفين أكثر من فرحه بالصبر عليهم فهو ارهابي، من جعل بضاعته المزايدة في تكفير الخلق وتبغيض الدين الى نفوسهم فهو ارهابي، "من قعد للناس على طريق الاخرة فلا هو مرّ ولا ترك من يمرّ" فهو إرهابي، من نظر الى الخلق من علٍ واستعلى عليهم بدينه أو بأكاديميته فهو إرهابي،

من قايض الناس بين التخلي عن مفاعيل أصواتهم الانتخابية وبين التطبيع مع النظام القديم ورموزه بدعوى المصلحة الوطنية فهو إرهابي، من زاد في مديونية البلاد بإغلاق المصانع وتعطيل الحركة الاقتصادية في أهم المنشآت العامة والخاصة خدمةً لأجندات حزبية فهو إرهابي، من دعا الى تحييد المساجد ثم اعتبر منظمات المجتمع المدني حكرا على ايديولوجيات معينة لا تقبل الشراكة فهو إرهابي، من تلاعب بالملفات الأمنية لأسباب ارتزاقية أو ايديولوجية فهو إرهابي،

من أصرّ على ابتزاز القضاء وتسييسه والدفع به إلى تبني حلول"حزبية" للقضايا المنشورة أمامه فهو إرهابي، من توهّم امكان العودة الى المقاربة الامنية وسياسات تجفيف المنابع باعتبارها بديلا لمقاربة شاملة في مواجهة التطرف فهو ارهابي، من لا يرى كيف تساهم الكثير من خطابات الضغينة والعمى الايديولوجي العلمانوي في تغذية الصراعات الهووية الثقافوية فهو ارهابي،

من ينسى ان للإرهاب اكثر من وجه، وان منه الارهاب الاعلامي والاقتصادي والنقابي فهو ارهابي، من ظن ان الارهاب يتحرك ضد استراتيجيات اعادة انتشار الدولة العميقة ووكلائها الحزبيين فهو ارهابي، ولكنّ من يريد تبييض الإرهاب الوهابي-التكفيري بجعله مجرد صنيعة للدولة العميقة (ولحلفائها الإقليميين والدوليين) فهو ذاهل عن البنية الحقيقية لهذا الفكر أو متواطئ معه ولذلك فهو إرهابي أو ضحية محتملة لهذا الإرهاب الطائفي ولو أقسموا ألف مرة أن تونس أرض دعوة لا أرض جهاد ، كما أنّ من يظنّ أن خلاصنا من الإرهاب يكون بإعادة النظام الذي أنتجه أو بالاحتكام الى عقليته الاستئصالية، فهو إرهابي أو ضحية محتملة لهذا الإرهاب الانقلابي ولو بعد حين...........

كلنا سنكون ضحايا"افتراضيين" لأحد هذين الإرهابين أو لهما معا (في تحالفهما وتعامدهما الموضوعي -أي اعتمادهما المتبادل على بعضهما البعض- رغم صراعاتهما الظاهرة ) وهو ما يعني ضرورة الانعتاق من المقاربات الاختزالية التي لا تريد أن تحارب الإرهاب حقيقةً ...بل تريد فقط أن تجعله الطريق الملكي الذي يحملها إلى احتكار السلطة بصلاحيات بن علي وامتيازاته ...لا أكثر ولا أقل.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات