بلاد النمط : حفريات في مسار التصطيك "الثوري"

Photo

أعتقد أن بلاد التررني قد مرت منذ 14 جانفي 2011 بالمراحل التالية :

-التصطيك : وهو أم المراحل كلها وأصلها الذي لا أصل له (كما يقول دريدا في مقام آخر)...ولا يمكن وضع هذه الميزة التونسية الأصيلة (التي يمكن ايضا تسميتها بالاستثناء التونسي او المعجزة التونسية الحقيقية) في اي موضع من الزمن لاو تخصيصها بمرحلة دون اخرى أنها تخترق المراحل السابقة كلها (وعلى الارجح ستخترق المراحل اللاحقة ايضا )

1)-مرحلة التسليك: هي المرحلة التي أعقبت الثورة مباشرة وكان أقصى طموح للمنتمين الى المنظومة القديمة هو البقاء على قيد الحياة وألا تُنصب لهم محاكم ثورية. كما دخلوا مرحلة "بيات " اضطراري ، لكن مع التسرب عبر بعض الشخصيات القريبة منهم (العائلة الديمقراطية وأحزابها الكرتونية) او عير شخصيات"مشبوهة" لم تكن تجمعية محضة ولكنها كانت تتحرك على هامش السلطة او برضاها (واغلبهم انتحل صفة الخبير او المحلل السياسي)

2)-مرحلة التشكيك: وهي المرحلة التي خف فيها الزخم الثوري وبدأت الأطر السياسية (غير المنتمية للمنظومة القديمة( تتصارع من أجل وراثة التجمع. ومن هنا بدأت غرفة عمليات المنظومة القديمة في التشكيك في المنتمين للثورة وفي التمكين لأسباب التصادم بينهم ، وهو تشكيك تطور ورسخ بعد وصول الترويكا للحكم (ومحاولتهم رسكلة التجمعيين"النظاف ("وتقارب اليسار مع ورثة التجمع (وعودة الصراع الهووي الثقافوي الى تصدر المشهد السياسي والإعلامي والثقافي)

3)-مرحلة التشليك: وهي تعميق لاستراتيجيات التشكيك ودفع بها الى مستويات صدامية متطورة (بلا ضابط أخلاقي او مهني). وقد ركز القائمون على هذه المرحلة (في اليسار وورثة التجمع) على الترويكا ورموزها ومشاريعها بحث أدت شيطنة مخرجات الانتخابات الديمقراطية الاولى في تاريخ تونس(2011) الى "شرعنة" العودة المظفرة للتجمعيين (عبر بوابة الاتحاد من اجل تونس وجبهة الانقاذ واعتصام الرحيل)، كما ساهمت في استضعاف الدولة وجعلها نهبا لكل مراكز القوى المرتبطة بالمنظومة القديمة.

4)-مرحلة التكتيك: وهي المرحلة التي أعقبت اعتصام الرحيل واضطرار الترويكا الى مغادرة السلطة، وقد قام على هذه المرحلة ضحايا مرحلتي التشكيك والتشليك )من النهضويين اساسا). وتهدف هذه المرحلة الى حمل المنظومة القديمة على "التطبيع" مع الحضور الإسلامي (المحجّم والمدجّن) والقبول به شريكا "صغيرا" في السلطة. وبصرف النظر عن الآثار الواقعية لهذا الخيار (تحالف ضحايا مرحلتي التشكيك والتشليك مع ضحايا مرحلة التسليك ونتائج ذلك في مستوى اضعاف قوة الاحتجاج في الشارع من جهة اولى، وضرب امكانية انبثاق معارضة حقيقية تتجاوز الصراعات الهووية البائسة من جهة ثانية)، فإنّ مرحلة التكتيك قد أعادت التوازن للمنظومة القديمة مع توسيع قاعدتها الزبونية -الجهوية جزئيا، ومع تعديل "صوري" في أليات شرعنتها (من الانتخابات المزورة الى الانتخابات الموجهة والمحكومة بالمال الفاسد)

5)-مرحلة التصكيك: وهي المرحلة التي أعقبت وصول نداء تونس للسلطة وعجزه عن الوفاء بأبسط تعهداته لناخبيه مواليهم من جماعة"الانتخاب المفيد"le vote utile . وفي هذه المرحلة اضطر ورثة التجمع وحلفاؤهم في الرباعي الحاكم(وسيضطرون اكثر) الى اعتماد سياسة الخوصصة لكن مع إظهارها بصورة تتلاءم مع الواقع السياسي الجديد. فبحكم الوضعية السيئة للاقتصاد التونسي(وعجزه عن توفير تمويل للموازنة العامة سواء عبر الاقتراض من جهات داخلية او من الجهات المانحة الأجنبية)، فإنه سيضطر الى التفويت في العديد من المرافق العامة عبر حيلة"التصكيك: " فإقرار هذه الآلية لا يعني سوى عجز الحكومة عن إقناع المقرضين بمساعدتها على تجاوز أزمتها الحالية، وهو عجز لا يوجد ما يشير (في الاحصائيات الرسمية وغيرها) الى أنه واقع مؤقت. ماذا يعني ذلك بالضبط؟ انه يعني أن الجهات التي ستساعد الحكومة عبر الية"التصكيك" ستكون هي الملك الحقيقي والنهائي لكل المنشآت التي ستخضع لهذه الآلية المشبوهة وذلك بحكم العجز المتوقع عن سداد القروض (او الصكوك او غيرها) التي ستُدفع مقابل "رهن" أملاك الدولة.

6)-مرحلة ال…………يك: وهي المرحلة القادمة، ويمكن لكل قارئ أن يضع المفردة التي يراها مناسبة لما يتوقعه من "قساوات" في عهد "صاحب الكاريزما" أدام الله عزه.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات