بصرف النظر على حقيقة الرقم اللي يقول انو مليون مرا انتخبو النداء ، فإنو التركيز على الرقم هذا وكأنو رقم "ثابت" وغير قابل للتغير هو خطاب رعواني يطرح برشه إشكاليات، خاصة اشكالية القيمة "الحقيقية" للمرأة في خطابات الندائيين (خاصة شق مرزوق اللي الايديولوجيا وخرافة النمط متضخمة عندو بصورة مرضية).
الناس الكل تحكي على المليون مرا اللي يتصارعو عليهم الزوز شقوق متاع النداء وكأنهم "جواري"(ملك يمين ما ينجموش يغيرو قناعاتهم واختياراتهم بناء على استقراء الواقع ومقارنتو بالوعود) ، الناس الكل تحكي على النساء وكأنو اللي نخبوا النداء كائنات "لاتاريخية"، كائنات"مدمغجة" ، كائنات"بافلوفية" محكومة برد فعل شرطي اقوى من اي ارادة، يعني يكفي إنو اي شخص يحكي على حقوق المرأة ومجلة الأحوال الشخصية ومحاربة الظلامية باش النساء هاذوكم الكل يعملولو توكيل عام بإرادتهم ويولي يتاجر بيهم في سوق النخاسة السياسية.
مختصر القول، أي شخص يحب يوهمنا إنو الرقم متاع الندائيات ثابت وما تأثرش بواقع تونس في عهد حكومة القساوات، هو شخص يحب يختزل "الندائيات" الى كتلة متجانسة من النساء(ويمحي الاحتلافات الاقتصادية والثقافية بيناتهم)، وهو شخص يحاول يحصر الصراع في المستوى الايديولوجي (لأنو يعرف انو طرح الصراع في المستوى الاقتصادي باش يفضح النفاق متاع"التقدميين" اللي يزايدو على التجمعيين في قضية المرأة).
واخيرا، الشخص اللي يحب يقنعنا انو "المليون مرا" اللي مازالو شادين صحيح في النداء رغم كل شيء هوما "مناضلات" ، هو شخص خاضع (عن جهل(لظاهرة بلاغية معروفة تتسمى"الذم بما يشبه المدح"، لأنو في بالو يمدح في النساء وهو يسب فيهم بالمقلوب. على خاطر إصرار الندائيات على موقفهم الداعم لحزب فاشل ومفكك هو سلوك غير عقلاني، وهو زادة سلوك دوغمائي والا سلوك انتهازي من المفروض تنزيه المرا التونسية عليه ...لكن الذكاء متاع"ذكور" النداء يحضر ويغيب.