"كن على أي مذهب شئت فإنك لن تجد إلا التأنيث يتقدم حتى عند أصحاب العلة الذين جعلوا الحق علة في وجود العالم والعلة مؤنثة،وإن شئت قلت القدرة فالقدرة مؤنثة أيضا" الشيخ الأكبر ابن عربي
الناس اللي تحكي على "حراير تونس" يلزمهم يعرفو إنو النساء اللي ما يشبهوش لنساهم، وما يفكروش كيفهم وما يلبسوش كيفهم موش بالضرورة "إماء" و"جواري"، كيف ما إنو النساء اللي يحكيو برشه على"المساواة" و"الحرية" و"حقوق المرأة" موش بالضرورة "حراير" والا عايشين في وضعية استلاب (اقتصادي واجتماعي وثقافي) أقل من وضعية النساء اللي "ما يشبهولهمش". يعني راهي المسألة اعمق برشه من شوية ادعاءات ذاتية، وشوية إرهاب فكري ومزايدات سفسطائية فارغة (بمنطق شرعي تراثي والا بمنطق حقوقي حديث) .
أي انسان يحب يفرض نموذج معين للمرأة (وهو نموذج ثقافي "جائز" مجرد "إمكان تاريخي"، لكن يحب يردو "نموذج طبيعي"، "ضروري" و"بديهي"، لأنو يفترض إنو المرا اللي يدافع عليها هي"المرأة الأساسية" سواء يشوفها متحجبة والا بلا حجاب)، الانسان هذا راهو ماهوش يدافع على المرأة في المطلق (لأنو اللي يدافع عليها "يقبلها" و"يتحملها" مهما كانت اختياراتها الفكرية والسلوكية، ومهما كان موقفو من الاختيارات هاذيكة)، الانسان هذا هو في الحقيقة يدافع على "مرأة" معينة و"سلطة" معينة ورأسمال معين وعلاقات اجتماعية معينة... يعني الانسان هذا يلزمو يعترف إنو الكلام على "مرأة" في المطلق هو مجرد استعمال مجازي ما عندو حتى أثر في الخطاب متاعو وفي مواقفو الحقيقية (خاصة وقت الأزمات والصراعات).
من المفروض في "الانسان" اللي يحتفل بعيد المرأة إنو يوسّع شوية في مجال الرؤية متاعو، ومن المفروض إنو يبعد شوية على منطق الرغبة (الل تخليه ما يشوف كان اللي يحب، وما ينجم يتحمل كان "نموذج" معين من النساء)، ومن المفروض في الأخير إنو يفهم منطق الواقع والتاريخ (اللي يقول إنو ما ثماش "نموذج مثالي" للمرأة، ما ثماش نموذج "طبيعي" وبديهي ونهائي)، ما ثمة كان نماذج ثقافية جزئية وناقصة، نماذج انجم ندافعو على أي واحد منها لكن موش من حقنا إنو نتصورو إنو هو "الخير المطلق" و"الحقيقة المطلقة" و"التحرر المطلق"، والباقي "شر مطلق".
اللي يحتفل بعيد المرأة يلزمو ديمة يتذكر إنو "المرأة" هي قبل كل شيء "انسان" و"مواطنة"، يعني هي كائن من حقو يختلف علينا ويعبّر على الاختلاف في الخطاب وفي الهوية البصرية متاعو، خاصة في اللباس، يعني من حقو يمارس قناعاتو الفكرية والسلوكية في إطار القانون (القانون اللي يلزم ينظّم الاختلافات ويحاول يوجهها بطريقة تخدم التعايش السلمي والاحترام المتبادل، موش يقضي على الاختلافات ويحاول يدمرها بدعوى الدفاع على "النمط المجتمعي" اللي هو أسطورة حقوقية أكثر منو واقع ملموس، يعني واقع تعيشو النساء الكل حتى اللي ماهمش "مدنيات" و"مثقفات" و"حداثيات".).