من الذي عمل على تعفين المعفَّن؟
رفض مبادرة الحوار الوطنيّ لأنّه كان ينتظر مزيد التعفين.. قاطع الجميع وأفسد كلَّ ذات بين عسى أن تخلوَ له المدينة فيقيم بها أذانه...الأوضاع تزداد تعفّنا وهو يزداد حُبسةً وعجزا.. وعدوانيّة.. ظهر لجميع العيان أنّه لا يصلح بديلا ولا يملك شروط البدائل…
لماذا دعا أمين عام اتحاد الشغل للمناقشة، وكان قبل ذلك، قد رفض مبادرته للحوار؟ كان يرى نفسه صاحب الشرعية، والمشروعية، والشرع، والشارع.. غير أنّ رؤيته غامت وبات في طريق يخيّم عليها الضباب وفي أفق تنعدم فيه الرؤية.
قبل ذلك دعا رئيس الحكومة ليحلب منه بعض المعلومات عن زيارته إلى ليبيا يستعين بها على ترتيب استقباله لرئيس مجلس الرئاسة الليبيّ.. خطب تلك الخطبة الفضيحة وتحدّث عن الدولة الواحدة وعن اختلاف المقاربات وضرورة التنسيق.. وبعد أن عاد المسؤول الليبي إلى بلاده ألقى بحزامه وعاد إلى شطحه المعهود " على وحدة ونص" وانتظر حتى أقيل رئيس هيئة مكافحة الفساد ليعود إلى خطاب التهديد والوعيد. ضدّ الأوضاع المتعفّنة من محرابه المقدّس…
واقعة البوليس المجرم ضدّ المواطن العاري يمكن أن تكون قادحه ليضغط على الزناد.. ولكنّه لا يملك يدا تحسن الضغط. واقعة السحل، وما يقال بشأن تهديد الغنّوشي بالاغتيال، وما يروج حول تعمّد الخبراء تضليل حاكم التحقيق، في قضية نبيل القروي وأشياء أخرى قد تكون أسبابا دعت قيس سعيد إلى دعوة الطبوبي لمناقشة تعفّن الأوضاع…
إمّا أن نشهد الطبوبي صامتا وصواريخ قيس سعيّد تعبر فوق ظهره إلى خصومه في جمل ركيكة لا معنى لها وإمّا أن يكون الرجل قد سلّم أمره وأعلن عجزه ورمى المنديل بعد أن أدرك أن انتخابه كان خطأ وقع فيه الشعب التونسيّ.
أنا لا أمل لي فيه.. وأنتظر، بفارغ الصبر انقضاء عهدته وأرجو أن تخرج البلاد منها بأخفّ الأضرار. البلاد تزداد تعفّنا بما كسبت إرادته.. وكان يمكن أن يبدأ الانفراج لو كان غيره في موضعه.
ملاحظة: هو ونبيل القروي وجهان لعملة واحدة لا فاضل بينهما ولا مفضول.. الفرق الوحيد أنّ أحدهما فاسد بالفعل وفساده سابق والثاني فاسد بالقوّة وفساده لاحق.