الخيار الثالث.. هو الثالث المرفوع.. هو المنطقة الوسطى التي لا وجود لها بين الجنّة والنار.. ما يعرضه الاتّحاد هو انقلاب عليه بعض المساحيق لا غير..
العصابة المتحكّمة في الاتّحاد تريد استثمار انقلاب 25 جويلية دون أن تخسر موقعها ولا أن تتعرّى أذقانها الغارقة في الفساد والإفساد.. القيادة النقابية الانقلابيّة لم ترفع يدها عن قيس سعيّد إلّا لأنّه ركلها وألحقها بالحزبين الانقلابيين اللذين تشبّثا بتلابيبه ولكنّه احتقرهما لأنّه يعرف أنّهما ليسا أهلا للثقة..
حزبا التيار والشعب خانا برلمانا هما منتَخبان له وأقسما على خدمة الشعب تحت سقفه ولكنّهما اختارا هدمه نكاية في حركة النهضة فبقيا في العراء.. والجوع.. بلا ظهير.. لقد لقيا مصير خيانتهما للبرلمان.. لم يقبل بهما المنقلب ولن يرضى ديمقراطيّ بعودتهما للتمسّح بأعتاب الديمقراطية.. كانت مغامرتهما انسياقا غريزيا لا عقل فيه…
الاتّحاد وحزب التيار وحركة الشعب هم المنطقة الوسطى التي لا وجود لها في غير أذهان أصحابها المريضة.
تونس، الآن، بين انقلاب مبشّر بالظلام وديمقراطية تتنفّس تحت الماء.. ولا معنى لخيار ثالث.. مناورة الطبّوبي مخادعة كبرى لا ينبغي أن تنطليَ.