والرئيس وجب عليه طمأنة الناس وتخفيف التوتّرات ونزع فتيل الاحتقان في لغة واضحة يفهمها الناس... بعيدا عن التلميح والتشكيك.. والوعيد... اللحظة لا تسمح بمثل خطابك المخيف... والسياق يتطلّب الوضوح ولا يحتمل ما تلحّ عليه، كلّما تكلّمتَ، من غموض…
الرئيس لا ينبغي له أن يزرع الرعب في الناس بحديث، لا ينتهي عن قوى خفيّة تستهدف الدولة... الرئيس يحمي الدولة ويحمي النفوس. ومن الحماية أن يتدخّل بالدواء دونما حاجة إلى الصراخ…
يا رئيس الجمهورية..
من هذا الاسم الموصول العام (مَن) الذي يسعى إلى تفجير الدولة من الداخل؟ هل عرفته أم لم تعرفه؟ إن كنت عرفتَه فما الذي اتّخذته من إجراءات بشأنه؟ وإن لم تعرفه فكيف عرفت مسعاه؟
أنت بين القيادات العسكرية والأمنية، فهل كنت تُعْلمهم بما لا يعلمون؟ ألم تستق معلوماتك منهم؟ إذا كنت قد فعلت فلمَ تردّد عليهم ما يعرفون؟ نأتي إلى الذي يدبّر، في الداخل بالتواطؤ مع الخارج، مؤامرة ضدّ الدولة ومؤسساتها.. هذا الذي لا تريد تعيينه.. لن أدعوَك إلى إماطة اللثام عنه ولكنّني أذكّرك بأنّ فرنسا "خارح"..
فرنسا احتلّت بلادنا ثمانين عاما.. ولمّا سافرتَ إليها سفرتك الأخيرة قرّرت، دون استئذان أحد من شعبك الذي انتخبك، أن تبدّل احتلالها حماية كأنّك تستزيد ممّا تستطيب…
يا رئيس الجمهورية…
إن كنت تريد مخاطبة الشعب لماذا لم تخاطبه مباشرة بعيدا عن الوسائط/ الحواجز؟ قل لنا يا رئيس الجمهورية..
من الذي يستهدف الزجّ بالمؤسّسة العسكرية في الصراعات السياسيّة؟ ألست أنت من يفعل ذلك في كلّ مرّة؟ ألست في كلّ مناسبة، تجمع الأمنيين والعسكريين تحدّثهم في ما لا يعنيهم من صراعاتك الموهومة مع خصومك الميتافيزيقيين؟ لماذا تكثر من أقوال لا معنى لها؟
أليس من واجبك أن تشرح للناس ما حصل ممّا ليس مقبولا؟ لماذا تصرّ في أحاديثك الكثيرة على الإلغاز؟"نار الفتنة" أراك أنت تشعلها سيادة الرئيس…
كان عليك، يا سيادة الرئيس أن تعلن ذهابك إلى تطاوين لا أن تدعوَ أهلها إلى بعث من يريدون بعثهم إلى قصرك لتتحدّث إليهم... لا تزال أنشودتك في قلب الهرم تتردّد في مسامعنا فما الذي جرى لك حتّى أعدتَ الهرم إلى هيأته الأولى؟
يا رئيس الجمهوريّة…