الاتحاد العام التونسي للشغل، في مستوى مكتبه التنفيذيّ وفي مستوياته الدنيا، بات في حالة موت سريريّ، رغم ركوبه سفينة المنقلب من لحظة الانقلاب الأولى نكاية في الثورة وانتقاما من الديمقراطية وخوفا على مصالح القيادات النقابية التي بالغت في الاستفادة من مرحلة الانتقال الديمقراطيّ، ثمّ "قلبت الفيستة" لتلبسها على وجهها الآخر في لعبة بهلوانية يبدو أنّ الأبدان المنتفخة لم تعد تستطيعها. لقد تكرّش النقابيون حتى عجزوا عن كلّ مناورة.
أيّها العمّال والموظّفون والنقابيون…
لقد حقنت قيادات الاتحاد منظّمتكم بحقنة سامّة حتى أفقدتها كلّ قدرة على الحركة خدمةً للسلطة القائمة.. لتغضّ الطرْفَ عنها.
فإذا أردتم تحرير الاتحاد والمحافظة على ظهير لكم يحميكم سطوة السلطة المتغوّلة، اقطعوا مع جميع القيادات النقابية الماضية.. هؤلاء الذين نحروا الأجراء على مذبح السلطة وجعلوا منهم أضاحِيَ تحت أقدامها.
لا يغرّنكم توسّل هؤلاء الجبناء والوصوليين الذين لبسوا ثياب الأسود في زمن الحرية ودخلوا جحور أرنبيتهم في زمن الانقلاب. سيستفيدون وحدهم حين يدخلون خدر النظام يبيعونكم في مخدعه ليستمتعوا.. برضاه عنهم.. على حسابكم.
تخلّصوا منهم بعدم انتخابهم لتحاسبوهم، لاحقا، على ما فرّطوا من حقوقكم.
الفظوهم جميعهم.. "يرحلو قاع.. يتحاسبو قاع" على حدّ عبارة إخوتنا في الجزائر.. "كلّن يعني كلّن" كما صرخ إخوتنا في لبنان. إنّكم إن تُبقوا عليهم تنحروا منظّمة حشّاد وتهدموا جدارَكم مستنَد ظهركم.
لا تتركوهم يعيدوا تجربة أسلافهم مع بن علي.