كتبتُ في أبي يعرب المرزوقي وكتبَ فيّ. هجوته لكلامٍ كتبهَ ضد قيس سعيّد ورد عليّ بما ردّ. هذا عادي وطبيعي في سياق نقاش وجدل ومواقف متباينة. اليوم يُستدعى أبو يعرب للتحقيق بسبب نصوص كتبها ضد قيس سعيد ومواقف حادة اتخذها منه. بطريقة أخرى، قيس سعيد، أو من يتكلمون باسمه من حواريين وبوليس، يضطهدون رجلا انتقده: الهراوة ضد الكلمة.
لا أفكر كثيرا في مثل هذه الوضعيات التي أعتبرها وضعيات اضطهاد، ويذهب تضامني مباشرة لمن هو في موقع ضعف. أتضامن مع أبي يعرب تضامنا بلا شوائب، ضد سلطة تتحرش يوميا بمن ينتقدها، تطلق عليهم الرعاع وتأخذهم إلى محاكم وسجون. مقدمات كلاسيكية لاستبداد لا ينتظر لإعلان اسمه سوى بعض الشكليات الدستورية.
أقول لقيس، هل تذكر تلك الندوة في سوسة التي حاضر فيها ثلاثتنا، على نفس الطاولة، بدعوة من الفرع الجهوي للمحامين في 2012؟ صحيح انك اليوم تمسك بالسلطة، ولكن أبا يعرب الذي كان يجلس بجانبك يدعى اليوم للتحقيق من شرطتك، بسبب آرائه. أما الجليس الآخر، أنا، فيتضامن معه بلا مواربة ، ضد بطشك ! الظلم ظلمات يوم القيامة، وقد خطوتَ نحوهُما ما خطوتَ…
هل ترى؟ لم تعد خسارتكَ تحتمل أي تنسيب …