أكثر من مرتين نسمع في كرونيكورات الرئيس في وسائل الإعلام يقولوا أنو يستحيل الحكومة والرئيس ماعندهمش برنامج، أنو لازم موجود، لكن إحنا فقط مانعرفوشي. مش مصدقين أنو ماثمة شيء، برغم قاعدين يشوفوا أنو ماثمة شي. في الأثناء، مش متقلقين من أن مواطنتهم أصبحت أكذوبة، لأنهم قابلين التخلي عن المواطنة وحقوقها، وأبسطها الإطلاع على السياسات العمومية إلي باش تطبق عليهم.
أكبر فشل للرئيس، ماهوش الفشل إلي يحكيو عليه المعارضين. لا، الفشل تجاه الأنصار أكبر بكثير. الإنكار إلي عايشين فيه تجاه عجز قيس سعيد وفشلو، والإنكار إلي عايشو الرئيس تجاه الوضع الكل، يعطيونا في نهاية الأمر مشهد غريب، لكن نتيجتو واضحة: تجاهل الأزمة لا يحلها، ولا يصلح شيئا في الوضع.
في نهاية الأمر، ماثماش نقاش سياسي اليوم، لأنك ماتلقاش شكون تناقش. ناس مغيبة وراضية بوضعها كأبواق بلا عقل، توعد بأشياء ما تعرفهاش، وماعندها حتى فهم للأزمة، لأن الأزمة هذي بالنسبة ليها غير موجودة أصلا !
وقت منظومة سياسية توصل للوضع هذا، فإنو انتظار أي تحسن للأمور على يديها، هو مجرد عبث. هي مش تشوف في أن الوضع يحتاج إصلاح أصلا. الأمور توة وصلت لوضعية أخطر: انهيار وتفكك وفوضى. هذي ماهيش توقعات بعيدة علينا اليوم.
كل نهار يتعدى في الظرف إلي وصفتو أعلاه، هو نهار يقربنا من الانهيار والتفكك والفوضى. مشهد شاحنات الإعانات الغذائية الليبية اليوم كان صادم للبعض، لكن هذيكة بداية الطريق متاع الإنهيار: دولة مش قادرة توفر الحد الأدنى الغذائي لشعبها، هي دولة قدامها أيامات فقط قبل الإنهيار التام.