في الفترة القادمة، سنشهد تصاعد التتبعات ضد المعارضين والناقدين. تتبعات عقابية، واستباقية. المستبد الذي لا يعتدي على الحريات مازال لم يولد بعد. والحاكم الفرد غير المستبد أيضا. قيس سعيد ليس استثناء في التاريخ. هو تأكيد جديد على أن نفس القواعد تسري على الجميع.
ما يحصل اليوم، من فتح تتبعات ضد العياشي الهمامي، ونجيب الشابي ورضا بلحاج، هو دليل مأزق. كل تتبع جديد ضد المعارضين والناقدين هو دليل على تعمق المأزق الذي أضحى اليوم شاملا. هذا مسار تسريع للرحيل لن يوقفه شيء.
هناك دينامية انطلقت، ورد فعل السلطة يشبه إلى حد كبير سقوطا مثيرا للشفقة يغذي عوامل الفناء. يوم 17 ديسمبر كان منعرجا حاسما وغير قابل للمراجعة. سيتوجب اليوم أن يفكر الجميع بمخرج سلمي من هذه الأزمة يحفظ السلم الأهلي، ويمنع من سقوط البلاد في ما لا يحمد عقباه.
إنغلاق السلطة اليوم، واعتقادها في إمكانية حل مأزقها بالتشفي بالمعارضين، أضحى الخطر الأكبر على هذا السلم الأهلي. التمسك بالسلم الأهلي غدَا يفترض ببساطة رحيل هذه السلطة.
قيس سعيد (حتى لو اعتقد ذلك) ليس نبيا ولا إلها، ليصبح استثناء !