إيطاليا هي أكثر دولة تحصل فيها انتهاكات لحقوق المواطنين التونسيين، وفي نفس الوقت هي الدولة الأوروبية إلي العلاقات الرسمية معاها أمتن من غيرها، وزيارات مسؤوليها الرسميين لتونس الأكثر كثافة مقارنة بالمسؤولين الأوروبيين الآخرين.
يبدو هذا غريب شوية بالنسبة لدولة رئيسها يحكي عالسيادة بمناسبة وغير مناسبة. تونس هي الدولة المغاربية الوحيدة، بل ربما الوحيدة في المطلق، إلي تقبل إن الإيطاليين يقوموا بترحيل مواطنيها بعد تخديرهم بعقاقير خطيرة. مش عارف إذا الموضوع متعلق بالسيادة أو لا. لكن إلي نعرفو أن كثير من الأشياء في علاقتنا بإيطاليا، قاعدة تحصل توة، حتى نظام بن علي كان عندو ما يكفي من الشعور بالكرامة باش ما يقبلهاش.
السيادة عند رئيسنا مجرد كلام فارغ، وهذا شفناه في برشة مناسبات. إلي نشوفو فيه اليوم هو مرحلة أخرى/ مرحلة انتهاك الكرامة البشرية لتونسيين ما يلقاوش دولة تسأل حتى عليهم مجرد سؤال، ما وصلناش للرفض والإدانة.
هذي خاصية عند الشعبوية: السيادة مجرد كلام انتخابي، وضحايا الظاهرة الحنجورية هذي هوما مواطنين توانسة تمتهن كرامتهم على بعد بضع الكيلومترات من حدود بلادهم. الموضوع هذا يكفي لفضح لا أخلاقية الشعبوية: الأمر بالنسبة ليها مجرد أصل تجاري وحنجوريات، يجي الواقع دائما باش يعطي أدلة على أن العكس هو إلي قاعد يتطبق.
في الحقيقة الأمور مترابطة: الرئيس إلي ما عندو حتى إيمان بحرية المواطنين إلي شاءت الأقدار أنو يرأس دولتهم، ما ينجمش يكون عندو إحساس بكرامتهم، خاطر عماد الكرامة هي الحرية، وعماد الحرية هي بالذات الكرامة. الباقي الكل تبقبيق ...
تونس دولة على ملك قيس سعيد، الاسلام دينها والتبقبيق لغتها…