سيناريو رحيل الحكومة والمنظومة السابقة يكاد يتكرر، في خطواته الأولى على الأقل، بحذافيره. أزمة اجتماعية، احتقان اجتماعي، اضطرابات، عجز سياسي عن تقديم حلول إلخ.
هل هناك، من داخل النسق الذي يسير فيه الرئيس وحكومة الأشباح، أي إمكانية للحصول على وضع لا تؤدي فيه نفس الأسباب إلى نفس النتائج؟ لا، مطلقا.
هل هناك، بعد التجربة التي حصلت لنا عن طريقة تصرف الرئيس (وحكومة الدُمى) في الأزمة المتصاعدة، أمل في أن شيئا سيتغير في هذه السياسة إذا تصاعدت حدة الأزمة كما هو متوقع؟ لا، مطلقا.
مثل المشيشي تماما سيزيد تعويل الرئيس على التعامل الأمني والقضائي من أجل تأخير ما ليس منه بُد، ومثل المنظومة التي جاء قيس سعيد لإنقاذنا منها، سيفهم الرئيس، ولو متأخرا، أنه عاجز عن مواصلة السيطرة على الأوضاع.
هذه خلاصات منطقية، واستباقات واقعية. الرئيس ليس مُعفى من قواعد السياسة ومنطق المجتمع وقوانين التاريخ، حتى لو بدا له ذلك، وأنا مقتنع تماما بأن ذلك هو فعلا ما يبدو له.
طالما بدا للرئيس أن تلك القواعد لا تنطبق عليه، وأنه بالفعل شخص خارق، وأنه جاء فعلا من أقصى المدينة، فإن أي تغيير في سياسته تحت ضغط الأزمات، سيكون صعبا جدا، بل مستحيلا. هذا لا يقرّبه سوى من نهايته.
مؤسف أن تتحول بإرادتك إلى مشيشي جديد...مؤسف جدا !