الطاهر بن جلون، كاتب مغربي معروف، وهو لفرط ما هو معروف، يعرفه الفرنسيون أكثر حتى من المغاربة. فاز بن جلون بجواز أدبية أهمها جائزة غنكور الفرنسية أيضا، بل وترشح حتى لعضوية الأكاديمية الفرنسية.
كتب بن جلون، ذو التكوين الفلسفي والمختص في علم النفس، حول قضايا كثيرة أهمها العنصرية والإرهاب، وهو محل تبجيل من وسائل الإعلام الفرنسية التي تدعوه بانتظام للمشاركة في برامجها الحرارية.
اليوم كتب بن جلون مقالا في جريدة لوبوان الفرنسية ( المرجع في التعليق الأول )قال فيه أنه يشعر بالعار مما ارتكبته المقاومة في 7 أكتوبر "ضد اليهود" وأن حماس عدوة الشعب الفلسطيني، وأنها قضت بهجومها ذاك على القضية الفلسطينية، وكلام آخر كثير تخاله خارجا للتو من مخابر البروبغندا الليبرالو_صهيونية الفرنسية.
هذا مثقف عربي يقول بالضبط ما يرضي البروبغندا الصهيونية الفرنسية، ولا يشعر بالعار إلا عندما تكون الضحية هي من يدافع عن نفسه ضد القاتل. بن جلون لا يرى القاتل أبدا إلا عندما يكون فلسطينيا.
قرأنا واستمعنا لمثقفين غربيين أكثر إنصافا، وأكثر شجاعة، وسبب الفارق بسيط: أن هؤلاء لا يشعرون بضرورة إثبات فرنسيتهم، وأنه لا ينقصهم شيء.
بن جلون، الذي كتب حول المهاجرين والعنصرية ضدهم، لم يزعجه مثلا أن يحرموا من حقوقهم العامة، وأن تقمع محاولاتهم التعبير بسلمية عن إدانتهم للهمجية الصهيونية. وبالفعل، فبن جلول لا يتهم بالبربرية والهمجية سوى الفلسطينيين.
لماذا يشعر بن جلون بالعار، وليس من عار أكبر مما أضحى يرمز إليه هو نفسه؟