هكذا خلق اللّه الطيب ولد هنيّة! إذا لم تنزل عليه المصائب حيث هو ،يسعى إليها بقدميه سعيا !!!
لأن الطيب ولد هنيّة لا يستطيع أن يعيش مثل بقية التلاميذ: يتلقى درسه وينجز تمارينه ويرتقي من سنة إلى أخرى في ستر الله وبعيدا عن الضوضاء والمشاكل والعقوبات التي كانت تتهاطل عليه من كل حدب وصوب!
فالطيب الجوادي كان هاجس كل القيمين والأساتذة، لا يكف أبدا عن التنكيت وتدبير المقالب وإثارة ضحك زملائه في القسم مما يعطل الدرس ويجبر الأستاذ على طرده أو إنذاره
وقد فعل مدرس العربية سنة الباكالوريا المستحيل كي ينقله إلى قسم يدرسه أستاذ آخر، وقالها صراحة للقيم العام أمامه:
"نقلوه عليّ و إلاّ توة أنا أنقّل!"
وقد امتد شغبه إلى الجامعة ثم إلى الاجتماع بالمتفقد وتلك قصة أخرى
كان يفعلها ثم يفعل المستحيل كي لا تعلم هنيّة بالأمر،فالذي كان يخشاه حقا ليس الادارة ولا المدرسين ، الذي كان يخشاه حقّا هو " طريحة " والدته التي كانت في كل مرّة " تاكلّو قلبو" عندما يشي به أحد زملائه إليها.
ويعلم الله، أن الطيب ولد هنيّة كان يفعل المستحيل ليكون منضبطا فيتجنب المقالب وإضحاك الآخرين واستجلاب المشاكل والعقوبات ، ولكن مشكلته الكبرى أنه مستحيل " يفلّت " النكتة " أو التدخل الساخر حين يحين أوانه!حتى لو كان في حضرة وزير التربية في عهد بن علي وهو بصدد إصلاح النوفيام
وهو يذكر أنه في مفتتح إحدى السنوات الدراسية بمعهد تاجروين وكان يدرس بالرابعة ثانوي نظام قديم ، قدم أستاذ التربية الاسلامية نفسه لهم باعتباره مدرسا جديدا تم تعيينه لأول مرة، وسنكون نحن أول تلاميذه، فما كان من الطيب الجوادي إلا أن رفع إصبعه وسأله:
- سيدي معناها أنت تتعلّم في الحجامة في روس الأيتامة؟
فما كان من المدرس إلا ان أطرده من القسم، مما كلّفه انذارا وطريحة من هنيّة…