بابٌ في فضل حمار المنصف ولد عمّي

Photo

حدثنا الجوادي قال:

قلنا يوما للمنصف ولد عمّي: إن الناس يتهامسون عليك بأقوال نربأ أن نطلعك عليها، فيتعكر مزاجك وتفسد علينا ليلتنا.. فأقسم أن نُطلعه عليها أو يرحل عنا رحيلا ليس بعده عَوْد..

قلت له: إنهم يقولون إنه ما كان حريّا بك أن تصاحب حمارا وتدخله على أهلك وخاصّتك، وتخصّه بالصحبة دون العالمين، مع وجود أفاضل الناس ونخبة القوم..

قال الجوادي: تالله لقد زفر زفرة خلنا معها أن روحه ستلاقي خالقها، وانتفخت أوداجه حتى خلناها ستغرقنا دما، وصاح فينا مزمجرا مكشّرا، حتى تمنينا أن تنشق الأرض دوننا وقال:

تمنيت والله، أنّ الله لم يبعثْ حماري بين ظهرانيكم ولا عاش بينكم ولا كحّلتم أعينكم بطلعته البهيّة! وهل في افريقيّة عالم أو رجل سياسة أو مفكر جدير بصحبتي غير حماري الأشهب؟ والله لأنْ أدخل حماري هذا على أهلي وخاصّتي أفضل وأوثق وأنبل من أن أُدخل عليهم "زطّالكم" أو "باعث قناتكم" أو "خلفانكم" أو "قَصّاصكم" أو غيرهم ممن أُنزّه لساني عن ذكرهم..

قال ذلك ولكَز حماره وتركنا.. فبتنا في أسوأ ليلة من الندم والخذلان..

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات