تونس للجميع ولا فرق بين تونسي وتونسي إلا بالكفاءة

Photo

ثمة كائنات بشرية تعتبر أن ولادتها في تونس او باب سويقة أو سوسة أو نابل، أو حي النصر ، او غيرها من المدن المحظوظة دليل أنهم متفوّقون ويسري في عرقهم دم أزرق غير الدم الذي يسري في دم المولودين في مناطق الظل التي أهملها وفقّرها المجاهد الأكبر عمدا مع سابقية الإضمار!

فيسمحون لأنفسهم أن يعاملوا الوافدين عليهم للعمل أو الإقامة بتعجرف وتعال و " نفخة كذّابة"،مع أنّه لا أحد يختار مكان ولادته، ولا دخل لمكان الولادة في رفعة أو انحطاط الفرد،أو أخلاقه أو كفاءته.

أذكر أنني كنت أدرّس قصيد الربيع للبحتري ، لأحد أقسام الثانوية العامة في سلطنة عمان، عندما انفتح الباب على المدير مصحوبا بمسؤول في الثلاثين من عمره او اكثر قليلا ،قدمه لي المدير المصري باعتباره مسؤولا في وزارة التعليم ،جاء ليتفقد بنفسه سير الدروس في ثانويتنا،سلمت عليه ،فإذا به يأمرني بعجرفة واضحة:واصل الدّرس!

غلا الدم في عروقي واغتظت جدا،وشعرت بالإهانة فتوجهت للتلاميذ لأذكرهم بأننا بصدد شرح قصيدة الربيع للبحتري ثم توجهت للزائر المتعجرف : هل تعرف البحتري،وهل بإمكانك ان تحدث الطلبة عنه،. فبهت وتجمد الدم في عروق المدير الذي لم يحر جوابا ، فما كان من المسؤول إلا ان غادر الفصل غاضبا وليستجوبني المدير بعد ذلك ويعرب عن منتهى حنقه على ما ارتكبته في حق المسؤول الكبير ،فوضحت له أن المسؤول تصرف تجاهي باحتقار وأنا متأكد انه لا يعرف شيئا عن البحتري، وكان عليه أن يتصرف بأكثر لباقة واحترام،فان يكون عمانيا من أبناء البلد، لا يخول له ان يدوس على كرامتي انا الوافد!

لم تتطور المسالة !!!

والعبرة: تونس للجميع ولا فرق بين تونسي وتونسي إلا بالكفاءة،

ولا حول ولا قوة إلا بالله !!

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات