يوم من أيام الجوادي وهو يدرّس في سنّ الثانية والستين!

Photo

أيقظته زوجته بكلّ رفق،فقد عاد للنّوم بعد ان صلّى الفجر في المسجد ،جاءته بأدوية الضغط والسكر والقلب والمعدة والكبد ،ولأنه نسي أين وضع حذاءه آخر مرة فقد قضت وقتا طويلا تبحث عنه في زوايا البيت.

تناولت بدورها دواءها ،وساعدته على النهوض وأسندته حتى وصل إلى المطبخ ،حيث تناولا معا إفطارا خفيفا يراعي الأمراض المزمنة التي يعانيان منها،بعد ان فرغا من إفطارهما، بسطت جدوله امامها، لتعلمه بصوت مرتفع بعد ان أصبح يعاني من ضعف السمع،أنه سيدرّس اربع حصص للسابعة والتاسعة، وسيكون عليه تدريس المفعول به للسابعة والحذف للتاسعة.

طلب منها ان ترفع صوتها اكثر ونبهها انه درّس المفعول به،وسيدرس اليوم المركب الموصولي، فراحت المسكينة تشرح له ان درس المركب الموصولي يتم تدريسه في الثامنة وليس في السابعة، وانه لم يدرس المفعول به حسب حفيدهما الذي يدرس عنده في الفصل،زمّ شفتيه بدون اهتمام وسألها متى عطلة الربيع ؟لتعلمه أننا مازلنا في شهر نوفمبر ولم يحن اوانها بعد.

بعد ان ساعدته على ارتداء ميدعته البيضاء،طلبت من حفيدهما الاكبر ان يوصل جده إلى الكولاج ويحرص ان يصطحبه حتى باب قاعة الأساتذة ،ويصعد به السلالم بلطف حتى لا يتدحرج من علُ وتنكسر ساقه او تندقّ رقبته،موصية المدرس الستيني ان يتناول ادويته أثناء الراحة، وان يذهب للحمام بعد كل حصة ،حتى لا يفعلها امام تلاميذه!

في القسم ،جلس على كرسيه ،وطلب من أحد تلاميذه ان يكتب التاريخ وعنوان الدرس على السبورة،ولكن التلاميذ لم يحرّكوا ساكنا ،وراحوا يحملقون فيه باستغراب،فتساءل بصوت انهكه الضعف:

-وشبيكم ساكتين لاباس؟

-ما تقريناش احنا سيدي، تقري القسم اللي بجنبنا ،اجابه احد التلاميذ مثيرا موجة من الضحك والسخرية.


Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات