حدثنا الطيب ولد هنيّـة قال: عرفتْ افريقية خلال فترة حكم الباجي ولد حسونـة تنافسا حادّا على زعامة "النداء" بين الحافظ ابن أبيـه و مرزوق الموازي أو مرزوق المزروب كما يروم البعض مناداته.. انتهى الصراع بتفتت "النداء" مما حدا بمرزوق، هذه الشخصية الغامضة، إلى إنشاء شِقّا ندائيّا موازيـا وهو الذي عُرف بهوسـه بكل ما هو مواز ..
احتار القوم.. فلقـد تشابهتْ عليهم الشقّوق.. وكان لا مناص من استشارة حكيم القريـة، المنصف ولد عمّي.. لقد ودّوا لو يُفتيهم في مرزوق و"مشروعـه" ..
لم ينبس المنصف ببنت شفة.. نظر إلى السماء ثمّ أشار إليهم باتّجاه حماره الأشهب .. بهت الجميع، كيف لحمار كهذا أن يُبدد الحيرة التي اعترتهم؟
اشرأبّت الأعناق نحو الحمار.. تمرّغ الأشهب، ثمّ نفض بعض ما علق به من أتربة.. عمّ للحظات صمت رهيب قبل أن يقطعه نهيق مبحوح وصدى ضراط يبلغ الآفاق..
يومها شهد القوم أمر عجيب تناقلته الألسن لسنوات.. لقد رأوا بأمّ أعينهم الدّموع وهي تنهمر من عينيْ الأشهب..