حرّة شاطرة وصنّاع

Photo

بالنسبة إلى هنيّة: الفرق بين إمرأة وأخرى ليس الجمال ولا الأصل ولا المستوى الثقافي ولا أن تكون غنية وذات أملاك :

كانت ترى أن هناك صنفين من النساء: واحدة " حرّة شاطرة وصنّاع" " وين ادوّرها ادّور" ، تتقن عجن الخبز وصنع المرڤوم وغسل الدوّارة، سريعة الحركة و " متاع مواعيد" ،تحسن تحضير التوابل والعولة ، وتفرح بالضيف، وتلبس لكل حالة لبوسها ، وأخرى " حركتها ثقيلة" و " ماكلتها ماسطة" و" منطقها عادم " لا تتقن شيئا من شؤون المنزل ولا تحسن فعلا نافعا لزوجها ولأبنائها ، وهي عند هنية شرّ النساء،حتى ولو كانت طبيبة أو مديرة أو وزيرة.

وقد حرصت أن تختبر بنفسها كل أنثى تتم خطبتها من أحدنا نحن أبناءها الذكور ، فتوافق بالسلب والإيجاب حسب ما يبدو لها من شطارتها ، وأذكر أنها طلبت من حماتي ، في اول لقاء بينهما للتعارف أن تعدّ لها المدام القهوة بنفسها وتقدمها لها ، وقد أعدت تقريرا متكاملا عن " مذاق القهوة وطريقة تقديمها وزمن انضاجها" وبالطبع ،تسريحة الشعر ، وكيفية الجلوس وماهية الأسئلة التي توجهت بها إليها وعدد مرات التدخل في الحوار، وطريقة الإجابة ! انتهى بموافقتها بارتباطي بها .

ولكنها منذ سنتين وجدت نفسها امام إشكال لم تتوقٓعه ، فقد خطب أخي الأصغر فتاة فرنسية جاء بها إلى بلادنا لتتعرف عليها وتبارك زواجه منها ، ووجدت هنية نفسها لأول المرة عاجزة عن التقييم الموضوعي : فصاحبتنا لا تتقن الطبخ ولا غسل الدوارة ولا انضاج الخبز في الطابونة ولا حتى احضار " برّاد تاي منعنع " ، و " ماكلتها ماسطة لاسطة ما تتكلش" ! و حين سألتها بمكر :

اشنوة رايك في الفرنسيسة مرت ولدك الصغير؟ تعدّي روحها؟بدا عليها الاضطراب ، وزمت شفتيها وهمست لي:

وليدي ظاهرلي خوك باش يعيش على الكسكروتات، وباش يقتلو البرد،ظاهرلي حتى البطانية ما تعرفش تنحيها !

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات