يمّة ڤرست

Photo

- إيجا في شوني ، توة تدفى!

لم يتوصل السابقون واللاحقون ، لجملة أبلغ من جملة هنيّة. هناك عبارات تختصر الإنسانية ،والبلاغة والحنوٌ والجمال وكل الدفء الممكن ،يقف أمامها البلغاء والشعراء عاجزين .

وما أسرع ما أدخل في " شون " هنية ،التي تدثّرني بلحافها الصوفي، وتطوقني بذراعها، فيداعب عطر الأمومة خياشيمي ويتسرب لروحي ، ويجتاحني دفء جارف، وخدر لذيذ يسلمانني إلى نوم هانئ لطيف في " شون " هنية" ينتهي عالم ويبدأ آخر، عندما اكون في شونها أنفصل عني وأتحول إلى ملاك بأجنحة نورانية.

في ذلك الشتاء الكافي البارد القاسي المتوحش، حين تتوقف الحياة، ويغطي الثلج كل شيء،مطلوب منا أن نلبس كل ما يمكن لبسه، جميع مراول الصوف وكل السراويل ،وكل الكلاسطات المتوفرة ،وفوقها القشابية الصوف، وتلبس نعيمة بناويرها الاربعة: الزنزفوري، والقزوردي، والبرتقالي ، والأصفر الشعشاعي، وتحتها سروالان أو ثلاثة ، و" تًڤرط " رأسها بمحرمتين عربي وشال ، ويستحيل ان أتمكن من قرصها في هذه الحالة ، إذ لا يبرز منا إلا عينانا وفي أيام الثلج نصبح كتلتين من ملابس الفريب ،ولا مجال " للبلادة" والغزل.

فالأجساد باردة مرتعشة ،ومجرد اللمس كفيل بجعل الطرف الآخر يقفز في الهواء مطلقا صرخة ذئب جريح،ولكني كنت أستغل جلوسنا امام الكانون الذي يمنحنا بعض الدفء الذي ينعشنا ويوقظ في نفوسنا مشاعر ورغبات لم يفلح البرد في تجميدها ووأدها.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات