فجأة وبقدرة قادر،تناسى الكثير من التونسيين ومعهم الإعلام والكثير من الأسلاك كل اعداء البلاد ماضيا وحاضرا، من تجمعيين وارهابيين وفاسدين وجواسيس ومرتشين وكناترية ومضاربين وطرابلسية ليجعلوا من الأستاذ عدوّهم الاوّل والأخير،
بل إنهم في غمرة الحرب المقدّسة ضد الأساتذة تناسوْا غلاء الأسعار وتفشي الجريمة وتراكم الأوساخ واستشراء الغش ليصبّوا جام غضبهم عليه وحده دون خلق الله مصوّرين إياه في صورة كائن شيطاني انعدمت فيه كل القيم الإنسانية والوطنية والدينية والأخلاقية لمجرّد أنه تجرّأ وطالب من الحكومة الرّشيدة ان تجلس مع نقابته للتفاوض حول الحدّ الادنى الضروري من الكرامة،
نعم الحدّ الادنى الذي يعود على المدرسة العمومية المكسب الأساسي من الإستقلال بالخير العميم لتستمرّ في أداء مهمتها المقدّسة،
يطالب هذا الأستاذ الذي جعلوه عدوّهم الأول بأن توفّر الدولة الضروري من التجهيزات من ماء وكهرباء و وسبورات وأقسام ومخابر ،ويطالب بانتداب مدرّسين مؤهلين عوض نواب تلقي لهم ببعض الفتات،
تطالب النقابة أيضا بتحسين الوضعية المادية للمدرس في حدود امكانيات الدولة،بعد ان غدا المدرس يلبس من الفريب ،ويعيش تحت خط الفقر ،كما يطالب المدرسون باستثنائهم من أحكام التقاعد لأن مهنتهم شاقة وليس بمقدورهم الافادة وهم في سن متقدمة.
هل في هذه المطالب شطط او أنانية او تعدّ على مكاسب الدولة والشعب؟
أليس جديرا بالجميع الوقوف معه عوض شيطنته ،فهو لا يطلب الكثير لنفسه،بقدر ما يسعى إلى الدفاع عن المدرسة العمومية التي تسعى الدولة للتخلّص منها شيئا فشيئا؟
شيطنوه،ولكن تحمّلوا مسؤوليتكم أمام التاريخ وأمام الأجيال القادمة.