500 دينار لإثبات فساد الرواية

Photo

عن الصديق المفقود إياه، اجتمعنا، نحن الصحفيون المتهورون معه في منتصف التسعينات لاستهلاك مرارة خيبة إسناد أكبر جائزة أدبية ذلك العام إلى رواية لا تستحق النشر أصلا، كانت الخيبات الأدبية تتالى وقتها، مع نشوء أدب السلطة والعلاقات العامة الملوثة، ولم نكن نعرف أنها مجرد مقدمة للفساد الأكبر: ثقافة العلاقات العامة والسمسرة وتبادل المنافع،

قال لي: "أنا أعطيك 500 دينار كلفة شراء عشرين نسخة من من احدى روايات ماركيز مثلا، تنتزع غلافها وتطبع غلاف عشرين نسخة مناسبة مع عنوان مزيف واسم وهمي وتصميم مبتكر، لكي تقدمها إلى لجنة جائزة الرواية، إن حظي صاحب جائزة نوبل للآداب حتى بتنويه أو تشجيع سوف أعتبر نفسي غبيا حاقدا لا يفهم في الأدب، أنا متأكد أنه لن يحصل على شيء، إذ لن يفطن أحد للخدعة"،

اليوم، يستطيع أي مدعي كتابة أن يصبح كاتبا مرموقا بأقل من خمس مائة نسخة مدعومة من الدولة في شكل تسبقة على كلفة الطبع للناشر، تشتريها وزارة الثقافة دون أن يقرأها أحد،

أما إذا وجد الوصفة السحرية للعلاقات العامة، فسوف ينال جوائز وطنية، ثم يقضي وقته بين السفر إلى عواصم العالم، بصفة سفير مزيف لتدمير الكتابة واقتراف النفاق الأدبي والشوبينغ مدفوع الأجر وتقديم التصريحات العظيمة حول مسيرته الأدبية المزيفة، الدليل: ماذا تذكرون من كتب الجوائز ؟

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات