على أمل أن ينقرض مصاصو الدماء يوما من بلدي

Photo

سـألت صديقا في الجريد: "بكم كيلو التمر عندكم؟" وكتبت منذ لحظات لصديق من الجنوب الشرقي عن ثمن القرنيط بما أن موسمه بدأ هناك وثمنه في تونس لا يقل عن 16 دينارا، وقبل بضعة أسابيع كدت أتعارك مع أصدقاء من سيدي بوزيد لإلحاحي في السؤال عن ثمن الفستق التونسي هناك لأنه يباع هنا بأربعة دنانير للمائة غرام.

وأنا لم أعد أجد أي حرج في سؤال أصدقائي وحتى الناس الذين لا أعرفهم عن أثمان منتوجات بلدي في موطن الإنتاج، بما أننا نشتري البصل الحقير بدينار وهو يباع بمائتي مليم عند الفلاحين، أتاحت لي مهنة الصحافة رؤية سمك السردين في الساحل يباع بأقل من أربع مائة مليم للكيلو (تيلار ذي 13 كغ بـ 5 دنانير) ليباع بعد ذلك بثلاثة دنانير للكيلو،

في هذا الوطن الكئيب الذي يكافئ الوسيط ويدمر حياة الفلاح والبحار والمنتج: ثمة شيء فاسد في مملكة الوسطاء هذه، يجعلك تحس بالحرقة حين تكون ابن فلاحين بسطاء وترى أنهم "يعدوها عليك" في فارق الثمن حيث يذهب ثمانون بالمائة منه للوسطاء والقشارة،

فتبحث عن الخلاص في الدفع للفلاح المنتج، البعيد النائي تضامنا معه في محنة الإنتاج، ذلك الذي لا يربطك به سوى أصدقاؤك الموزعون من الشمال إلى الجنوب مثل خيوط سرية مع القيم الحقيقية لهذا الوطن، على أمل أن ينقرض مصاصو الدماء يوما من بلدي،

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات