إيقاف برنامج "خليل تونس" على قناة نسمة قرار متأخر جدا، ضعيف جدا، إذ يمثل السيد نبيل القروي، صاحب القناة، أيا كانت الخزعبلات التي يتخذها للتفصي من المسؤلية، شبكة من المخالفات المقعدة لكل القوانين التي خلقها الله أو أوحى للبشر باختراعها لتنظيم مهنة الإعلام وحماية الناس من تسميم أفكارهم اليومية وتداخل المسؤوليات والمصالح، تذكروا حمله على الأعناق مباشرة على قناته باسم نداء تونس،
تذكروا احتكاره البث من طائرة عسكرية لجنازة الشهيد شكري بالعيد، تذكروا حملاته البائسة ونشر الوثائق السرية للدولة ودعوة المطلوبين للعدالة إلى قناته لتضليل الرأي العام، تذكروا تسريبات التسجيلات الصوتية التي تمثل في أقل الحالات اعتداء على الأخلاق الحميدة إن لم تكن تآمرا على أمن الدولة، واسألوا عمن يحميه من الملاحقة ؟
أساسا، أي برنامج خيري لجمع التبرعات، يجب أن يخضع لمراقبة الدولة على عدة مستويات، أولا، الترخيص، ثانيا، مراقبة المداخيل والمصاريف، ثالثا، وهو الأهم، الفصل بين الخيري والسياسي،
الخلاصة: هذا الرجل لا ينوي أبدا أن يتوب عن تضليل الناس، ولا أحد ينوي أن يضعه عند حده ويطبق عليه أقل القوانين السارية علينا في هذا الوطن الكئيب، والأخطر من كل هذا: استمرار تدفق السياسيين والنخب الوطنية على حانوته الإعلامي، رغم أن ما سبق ذكره من المخالفات معلوم لهم، المهم هو الظهور، حتى عند الشيطان،