• من يبكون على تحجير السفر على السيد أحمد فريعة يريدون أن يقولوا إن الشعب التونسي نوعان: الأول محصن ضد القضاء وأي شكل من أشكال المساءلة، والثاني مثل الشاب أيمن الذي مات برصاص الديوانة، ليس له منفذ إلى وسائل الإعلام،
• لا ينقص من قدر عالم الرياضيات والهندسة أحمد فريعة أي شيء حين يمثل أمام قضاء بلاده لنفي الشبهات عن نفسه، إلا إذا قدم لنا دليلا على أن هذا القضاء تحت سلطة طاغية مثل الذي عينه وزيرا للداخلية ولا يوفر له شروط المحاكمة العادلة،
• عرضت العدالة الانتقالية على السيد أحمد فريعة المثول أمامها بشروط الحقيقة والكرامة فرفضها، لأن أحدا ما نصحه بأنها منتهية الصلاحية، مثل الثورة "ما تمشيش، ما تخافش منهم، هانا راجعين"، من نصحه بذلك يتوهم أن النظام القديم قد استعاد السلطة،
• يتعرض آلاف مواطني أحمد فريعة إلى المنع من السفر دون أي مبرر قضائي، ودون الحق في الطعن أو التقاضي العادل، ولا أحد يذكرهم أو يبكي لهم أو على حقوقهم، الفارق لا أحبه، وإلا سوف أسألهم: بقداش كيلو الوطنية تماما مثل سؤال حول كيلو النضال، لا أحد يشكك في وطنية أحمد فريعة، إنما هل للوطنية وزن ؟
• كاتب هذه التدوينة عرف المهندس أحمد فريعة عام 1991 عندما كان وزير التجهيز والإسكان، رافقته وهو يقود سيارة فيات قديمة ذات خمس خيول بلا أية مميزات، انطباعي الأول عنه بشعره الأشعث أنه لا يهتم بالسلطة ولا بميزاتها، عادي بالنسبة لخريجي مدرسة الجسور والطرقات الفرنسية الشهيرة، كان يعتقد أن السلطة الوحيدة هي للعمل وليس للمظاهر، من الصعب أن يكون مرتشيا أو غشاشا، لكن من السهل أن تخدعه سياسيا، لذلك وقع في أوهام الوطنية المزيفة في الأوقات الخاطئة لتاريخ الوطن،
• لو كنت مكان أحمد فريعة، لقدمت نفسي لعدالة بلدي بلا تردد ولما حضرت، من باب المسؤولية، في أي محضر يشكك فيها، ليس له ما يخفيه أو يهرب منه، لأن ثمة كثيرين لا يحبون أن يتكلم أحمد فريعة، لو كنت مكانه في أخر عمري، فلن أتردد في الذهاب إلى العدالة وقول ما أعرفه، إذ لم يبق في العمر ما يبرر الهروب من الحقيقة، خصوصا وهو وطني حقا،