من القاضي الذي ربح كل خساراته: لا تتركوا القاضي وحيدا،
على هامش وقفة السادة القضاة ومساعدي القضاء في محكمة بن عروس، رأيت شبح القاضي الفاضل المختار اليحياوي يحوم فوقهم وحواليهم، وتذكرت ما التهم قلبه الكبير: الغلب والقهر، والله. أن تكون قاضيا نزيها وترى العوج والظلم وتعجز عن الوقوف في وجهه. ليس من السهل أن يكون الإنسان قاضيا نزيها في عالم مليء بالفساد،
سأشهد أمام الله والتاريخ أن البوليسية وقوادي النظام كانوا يبذلون أي شيء لتحويل حياته إلى جحيم أرضي، إنما أشهد أيضا أن أولئك البوليسية كانوا يحبونه،
لقد ربح كل خساراته مع النظام والفساد، سأشهد أيضا أن آخر ما قاله لي: "استثمروا في استقلال القضاء، لا تتركوا القاضي وحيدا"،
تذكرنا معا، مقولة تشرشل الشهيرة بعد الحرب العالمية: "طالما القضاء البريطاني بخير، فلا تقلقوا على بريطانيا"، تذكرتها وفاء له، وفاء لقضاة نزهاء كثيرين، أكثر مما تتصورون،
كل طرق التحليل تؤدي إلى نتيجة واحدة لفهم آلام الوطن: الفساد،
كل الظواهر الاجتماعية هي تعبير بشكل ما عن الصراع بين الفساد والأمل في الحوكمة الرشيدة، البقية تفاصيل:
الفساد يدافع عن نفسه، الفساد يستأجر صحفيين، رجال سياسة وأعوان دولة ومنحرفين، الفساد يستثمر في الفوضى ويطلق الإشاعات للإرباك وضرب الناس ببعضها لأنه لا يستطيع أن يعيش في الوضوح أو المسؤولية أو القانون، كل ما في الأمر، هو أن تفكر وتقرر موقعك: إما أن تكون مع الفساد أو أن تكون ضده.