مزايدة مالية لخوصصة دراما السجن: أوكي، حتى المساجين أصبحوا برنامجا تلفزيا ربحيا،
لأول مرة تصير في تاريخ بر الأيالة التونسية: مساجين الحق العام يغادرون سجن برج الرومي ليحضروا في برنامج تلفزي ذي أهداف ربحية تجارية في قناة خاصة، يتحدثون عن الوجه الملائكي غير الحقيقي لعملية الإصلاح الإنساني العظيم في المنظومة السجنية التونسية التي تبلغ فيها نسبة الاكتظاظ 170 بالمائة، "الكارت بوستال" لا تصدق لجمالها المصطنع، لكنها تطرح سؤالين مهمين من حيث المبدأ:
- وفق أي مقاييس إصلاحية اختارت إدارة السجون لعرض مساجينها قناة تجارية، تعتبر أنموذجا في استثمار المشاعر العاطفية للابتزاز التجاري غير الأخلاقي، وهي محل عدة شكاوى قضائية ونزاعات لدى الهيئة المكلفة بتنظيم أخلاقيات العمل التفلزي ؟
- هل تم الحصول على موافقة قاضي تنفيذ العقوبة، أو أي طرف قضائي تقع تحت سلطته حياة المساجين، لتقديم حياتهم أو وجهة نظرهم في ما اقترفوه من مسائل تتعلق بالحقوق الجزائية للحق العام والمدنية لضحاياهم في برنامج تلفزي تجاري ذي هدف ربحي ؟
ومن باب الاحتياط: لماذا لا تعلن إدارة السجون، بصفته مرفقا عموميا ينفق من المال دافعي الضرائب عن "مزايدة مالية بكراس شروط"، لكل القنوات التي ترغب في استثمار دراما السجن، وإن فازت قناة أولاد مفيدة بذلك، وفق المزايدة المالية، صحة وبالشفاء، في إطار خوصصة الدراما الإنسانية، وتحويلها إلى برامج دموع تجارية،