في الإعلام كما في أي مجال آخر، يمكن للإنسان أن يكون نذلا أو حقيرا أو بيّوعا، لكن العيب الحقيقي هو أن يحرمه الله من الكفاءة المهنية التي تستطيع أن تغطي على عيوب النذالة والحقارة وبيع الذمة الكامنة في نفسه،
أما الذي اجتمعت فيه النذالة مع الجهل بمهنة الصحافة، فلا دواء له فذلك من خذلان الله له، حتى أن السؤال الوحيد الذي يبقى لنا هو: من يقف وراءه ؟
• في الليلة الظلماء يفتقد البدر، وفي الأزمات الاجتماعية الحادة يفتقد الإعلام الحرفي الموضوعي، الذي يستطيع أن "يعطي للأحداث معنى"، وفيما الوطن يحترق، نبحث عن الخبر والمعنى، فنجد الحلقة المليون المترجمة من عشقيات جواري سلاطين تركيا، صورا يابانية متحركة أو وثائقيا عن تزاوج الطيور في نيوزيلاندا،
• الصحفيون ليسوا أوصياء على الأحداث، لكنهم بحكم امتلاكهم الأدوات، يملكون سرّ صناعة المعنى، وهي تبدأ بمعرفة الأسئلة الحقيقية التي يجب أن تطرح، وعلى من تطرح، وهذا لايعني الدخلاء على المهنة
• حين يختلف الصحفيون المحترفون حول زاوية تناول حدث ما، يعودون إلى اجتماع التحرير وقواعد المهنة، أما الدخلاء على المهنة فينتظرون التعليمات،
• بعد الثورة، كان عندنا حلم حقيقي وشرعي بإعلام وطني حرفي، فخانتنا الترويكا برسكلتها لأسوأ ما في إعلام بن علي ثم خاننا رأس المال الوطني الذي لم يدرك أبدا أن سلامته في ضمان الإعلام الحرفي وليس في استدراج "صحفي بو دجاجة" أو بربعها، الآن ستبحثون عن أخبار الوطن في قنوات أجنبية، لا تخلو من الحرفية، لكنها لا يمكن أن نتهمها بنقص الوطنية، الآن حين يحاصركم الغول، ستتحسرون على أنكم لم تستثمروا في إعلام حرفي،