عن حرب نقابات الأمن والأنفاق والخدع الأخرى

Photo

إذا صح ما قاله النقابي محمد الرويسي من أن النقابي الأمني محمد علي الرزقي الذي اخترع حكاية نفق بـ 70 كم من ليبيا إلى تونس ليس نقابيا بل متقاعدا من وزارة الداخلية (اتهمه بالتحيل وأشياء أكثر خطرا)، فهي تأكيد لما يعرفه الكثير منا، من أن انتحال صفة النقابي الأمني، أسهل من فتح حانوت ملاوي في حي شعبي، وأن "حرب العوالم" بين النقابات تسير نحو المزيد من الفوضى،

وأنا مرة، وجدت نفسي في أستوديو وسيلة إعلام معروفة مع سارق معيز وله سوابق عدلية مانعة للحقوق المدنية، لا يحسن كتابة اسمه ينتحل صفة خبير أمني، فيما علمني أساتذتي أن الخبير في أي شيء هو شخص باحث، ينشر كتابا أو اثنين أو عدة مقالات علمية سنويا في مجال اختصاصه تضاف إلى العلوم الإنسانية،

لكن إذا صح أيضا كلام النقابي الأمني محمد الرويسي فإن محمد علي الرزقي قد ينجو من المساءلة عن النفق وأي خدعة أخرى قد يكون اخترعها، لأن له ملفا في الرازي، والله أعلم وفي كل الحالات: الجريمة الأصلية تنسب إلى من دعاه وفتح له الفضاء العام، ومازلنا لم نعرف بعد موقف سي الرويسي من مزاعم زميله الذي يعتقد أن ثلاثة فلسطينيين من حماس ورابع لم يسمه قد حفروا نفقا من الحفصية إلى ما تحت السفارة الفرنسية،

لكن المشكل في صمت النيابة العمومية عن مثل هذه الأشياء وهيجانها السريع في أشياء أخرى، وفي تآمر المحسوبين ظلما على مهنة الصحافة باستحضار المشعوذين من كل حدب وصوب بأية صفة، وفي سلبية وزارة الداخلية إزاء فوضى موظفيها الخارجين عن السيطرة، تذكروا ذلك الذي هدد في قناة تلفزية بمسدسه ثم تمت مكافأته بمهمة خارج الوطن، ثم هل من حق نقابي أمني أن يتحدث في وسائل الإعلام عن أسرار أمنية ؟

عصام الدردوري مثلا، شاعر رقيق، لكنه عون أمن معزول منذ أعوام طويلة لأسباب يطول شرحها، لكنه يحضر في عدة وسائل إعلام بصفة نقابي أمني، رغم أنه يفترض أن لا يتحدث عن الأمن والمعلومات منذ أن اتهم مواطنا بجمع ألف طن من الألماس ولحسن حظنا فإن القوى العظمى لا تأخذ كلام نقابيي الأمن بجدية وإلا لكانوا استعمرونا في 24 ساعة من أجل هذه الثروة الخيالية بأية حجة،

ويبدو لي أنهم يتعاملون معنا بصفتنا حمقى ومعاقين ذهنيا، وأن المهم أن نضمن لهم عدم وصول أبناءنا إليهم، حتى أننا إذا حفرنا يوما وحقيقة نفقا تحت البحر من قليبية إلى تراباني في صقلية، فسوف يصدمون، لأنهم لم يأخذوا تهويمات ممثلي نقابات الأمن بجدية،

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات