مواقع إخبارية عربية وأوروبية كثيرة نقلت عن مواقع تونسية أكاذيب مضحكة حول خبر "المرأة التي أصبحت بفعل القوانين الجديدة للسيدة بشرى بالحاج حميدة رجلا". كتب من مصر واحد معروف باستثماراته الإعلامية المريبة: "هذه ثورة حقيقية على حركة النهضة والإسلام السياسي، لكن خسارة، لو كان رجلا تحول إلى امرأة، كان يكون الخبر أفضل"،
تعاطي الإعلام التونسي مع الحدث يعد من أسوأ ما يكون ويكشف عن حالة تسمم خبري مزمن سيسبب لنا إعاقات اجتماعية حادة: جهل فادح بالقانون، جهل بأبسط قواعد رد الخبر فما بالك بالأسئلة الصحفية الأساسية للخبر، أما الخلفيات والإطار الموضوعي فهي لا تعني لهم شيئا. أحدهم كتب إنها ثورة قانونية،
لأنه لأول مرة يحدث اعتراف بتغيير الجنس في تونس، ربما هو يؤرخ لاجتهاد القضاء بقدومه المشؤوم إلى الصحافة، فقد سبق قدومه إلى العالم عديد الأحكام القضائية في هذا المجال لكنه لم يجد أهمية للمعرفة،
وثمة طفلة تراسل سرا مواقع مشبوهة باسم حركي تزعم أن هذه الثورة القضائية هي ثمرة تقرير السيدة بشرى بالحاج حميدة، ولو قرأت بشرى نفسها مقالها لبحثت عنها لكي تقتلع شعرها، ليس لأنها لا تحب ذلك، بل لتردي مستوى المقال إلى أقل من نمائم حمام النساء، دون اعتبار أنها لا تفرق بين تقرير وبشرى والقوانين السارية.
الحقيقة أنه لا يجب استغراب هذه الفوضى في الصحافة التي أصبحت مهنة بلا ضوابط في برّ تونس، ثمة حتى تنافس وصراع على من يكون أكثر نميمة لمن يدفع أكثر من هؤلاء الذين لا يحبون الحرية في تونس،
كل ما يهمهم هو شيء من التشنيع علينا وتسميم حياتنا بأيدي الأنذال من أبنائنا، مقابل دراهم معدودة في ظل انهيار العملة الوطنية ومعها الأخلاق أيضا،