شاب رقيق عمره ثمانية وعشرون عاما، بكالوريا مع عام ونصف في اختصاص العربية، "مات علي بالضحك" مؤخرا حين اكتشف أنه يضرب في مقال وحيد إلى موقع خليجي أكثر مما حصلت عليه أنا من حقوقي المالية والأدبية في كتابي "أحباب الله" و"كاليتيم على آخر بيت مضاء" مجتمعين،
وبما أن عمري المهني بدأ قبل أن يخلق هو، فإني أعرف أكثر منه من أين تأكل الأكتاف والهبرة، فأنا أنتمي إلى الجيل الذي خلق قبل أن تنشأ الهبرة نفسها، وقبل أن يصبح الخليج خليجا، وقبل أن يصبح شتم الأهل وسيلة للارتزاق وقبل أن تصبح كتابة نص روائي رهينة الرضى الخليجي وثمنه 50 ألف دولار،
يا للثروة ؟ 130 ألف دينار ؟ 30 عاما من الأجر الأدنى يا رب الروائيين، دون أي حاجة للسؤال عن المقاييس المهنية حول من يكتب ماذا، لنأت الآن إلى أكثر الأشياء عبثا في بر تونس: الرواية، هل تحتاج إلى بيت ؟ ربما تفضل المبيت في العراء أو حيثما اتفق ؟ ربما تحتاج بستانيا جيدا لتشذيب الكم الهائل من الأعشاب الأدبية الطفيلية الضارة التي تشغل ظلما الفضاء،
قبل الحديث عن جدوى الرواية في بر تونس، للتوضيح: كل الجوائز والهدايا الوطنية والمحلية والجهوية والدولية مجتمعة سنويا تساوي أقل من واحد على مائة مما يحصل عليه أي كوارجي محترف،
للتوضيح أيضا، حصلت على 465 دينارا وبعض النسخ من رواية "أحباب الله" و 600 دينار عن رواية "كاليتيم على آخر بيت مضاء"، أي 1065 دينارا،