شيء أكثر خطرا مما اخترعه أو حلم به جوزيف غوبل

Photo

حين أفكر وحدي دون توجس الخوف وعندي أسباب حصيفة للخوف بعد الثورة أكثر مما قبلها، أقول لنفسي إن كل ما حدث لنا من أشياء سيئة كان من فعل الثورة المضادة ودفاعها المستميت على نفسها ومصالحها،

الباقي كله تفاصيل: الاستثمار في الفوضى والإنفلات العام والإفلات من العقاب وفوضى خلط المنحرفين بالمناضلين، حملات التشويه الممنهج لكل ما له علاقة بالثورة والتغيير والمحاسبة، صناعة صور نمطية لكل من تبنى الثورة أو العدالة بأي صورة من صورها،

تحويل الصراع من "سارق في مواجهة صاحب حق، مظلوم في مواجهة سلطة ظالمة متعسفة" إلى صراع إسلام يسار ثم صناعة الرعب، الإرهاب، نقص الغذاء، وصولا إلى أخطر شيء حدث لنا: الخلط المتعمد بين الإطاحة بالنظام والإطاحة بالدولة، "هي ثمة دولة أصلا ؟" بدفع كبار الموظفين إلى التمرد ورفض أي شكل من أشكال المحاسبة،

لقد قام إعلام الثورة المضادة بدور أكثر خطرا مما اخترعه أو حلم به جوزيف غوبلز في التأسيس للكذب ومنهجته، شيء يستحق التدريس عند أكبر الكليات في شيطنة فكرة الثورة والخروج عن النظام نحو الصورة النمطية: "ستون ليلة مع سلطان جائر خير من ليلة واحدة بلا سلطان" أو "عندما تمطر السماء حرية، من الأفضل لك أن تحمل ممطرية"،

ابحثوا عن المستفيد من الجريمة: من إجهاض ثورة تونس التي هزت عروش الاستبداد في العالم، ستعرفون الفاعل والمنفذ في تونس،

فئة من الأنذال تبرر انتهاك حقوق الناس

لا يدافع عن الإجراء الشنيع "S17" إلا الطغاة وعبيدهم، من المهووسين بالمنع والاحتراز واعتبار الناس بضاعة عندهم واعتبار حق السفر استثناء لمن يرضى عنهم "نظام الدولة السرية" التي لا تسأل عما تفعل، هذا من حيث المبدأ،

ومن حيث الواقع، ثمة أكاذيب نذلة يتم الترويج لها مثل أن القضاء هو الذي يتخذ هذا القرار، والحقيقة أن القضاء لا يتخذ إجراء المنع من السفر إلا بقرار معلل بتوصيف قانوني وأركان تبرر ذلك، وأول شروطه إعلام المعني به وإمضائه على تلقي الإعلام شخصيا مع إعلامه بحقه في الطعن فيه في الآجال القانونية،

لا أستغرب استمرار أعوان الدولة السرية في ممارساتها التاريخية في القمع وانتهاك حقوق الناس، ما أستغربه هو ظهور فئة من الأنذال تبرر انتهاك حقوق الناس تحت أي مسمى،

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات