رغم كلّ الأحداث السّاخنة المتلاحقة محليّا و إقليميّا و دوليّا :
لم يظهر فينا محلّل سياسيّ فذّ يُستأنَس برأيه المحكّم و يوثق في تحاليله العميقة لفهم حراك الواقع ،
لم يخرج من بين ظهرانينا خبير ضبط ثبت ثقة ذو معرفة دقيقة و علم موثوق تستفيد منه الدّولة و الرّأي العامّ .
لم تتفتّق من داخل أشواقنا وتطلّعاتنا و هواجسنا مواهب مبدع فنّان أديب مفكّر فيلسوف تعبّر بشكل نوعيّ متميّز متقدّم مكثّف مركّز عن أحلامنا و طموحاتنا للمستقبل و التحدّيات التي نواجهها في سبيل ذلك ،
لم ينفلت من جوقتنا السياسيّة رمز سياسيّ متفرّد مغامر حكيم صادق يختزن كلّ انتظاراتنا من الثّورة و يفتح أفقا جديدا خارج بهلوانيات السرك السياسي المنتصب .
رتابة في الإعلام و تكرار لنفس الوجوه و التحاليل و المفردات و السجلات و الأغاني و الإيقاعات و الشطح و الرّدح و التّهريج و الألوان الفاقعة والنكت السّمجة و البرامج المجترّة و الإسفاف و حوار المناكفات الصّاخبة و التّراشق بالاتّهامات و ضعف الإبداع وبلادة الذّوق رغم الإثارة الاصطناعيّة المتكلّفة ،
يبدو أنّ الاختمار السّوسيولوجي لم يصلّ إلى الحدّ الذي يفرز من يعبّر عن ضمير المرحلة .
النقطة المضيئة لهذه السّنة :
ذلك الرّجل الذي كان يعمل بصمت خارج دائرة الأضواء مثابرا في علمه و عمله ليهدي خبرته و عصارة فكره و جهده و اختراعاته لأعدل قضيّة في العصر الحديث ،
رحم الله الشّهيد محمّد الزّواري ، على هذه الأرض التي أنجبت أمثاله ما يستحقّ الحياة.