هل مهنة التّعليم شاقّة؟

Photo

لم تكن شاقّة عندما كان دور المعلّم والأستاذ هو التعليم وتبليغ المعرفة وتنشيط عقول التلاميذ وتنمية ذكائهم وخبراتهم وكفاياتهم ،

لم تكن شاقّة عندما لم يكن التعليم مخبر تجارب خاضعا لأهواء الوزراء والحكومات المتعاقبة والتقليد الأعمى للخارج، لم تكن شاقّة عندما كانت الإدارة تسهّل عمل الإطار التّربويّ والتعليمي في القيام بوظيفته ، عندما كانت البنية التحتيّة للمؤسسة التعليميّة أقلّ تدهورا، عندما كانت الأقسام أقلّ اكتظاظا ، عندما كانت أذهان التّلاميذ أقلّ تشتّتا واضطرابا وأكثر تعلّقا بالدّراسة، عندما لم تكن نصف الحصّة تمرّ في ترويض التلاميذ وكفّ شغبهم.

لم تكن شاقّة عندما كان الأولياء مكوّنا أساسيّا من مكوّنات العمليّة التربويّة يتعهّدون أبناءهم بالتربية والإحاطة النفسيّة والمتابعة والمراجعة والتهيئة لتلقّي الدّروس في القسم.

اليوم يتخلّى غالب الأولياء عن دورهم شيئا فشيئا إمّا تقصيرا أو اضطرارا ويلقون بأعبائهم على كاهل المعلمين والأساتذة الذين يجدون أنفسهم في مواجهة واقع يصعب السّيطرة عليه ، حيث الوليّ ضحيّة ، والتلميذ ضحيّة ،والأستاذ ضحيّة ،

أصبح التعليم في هذا الواقع المتدهور حرفةَ الشّؤم ومدخلا للأمراض والعلل والأسقام فضلا عن تأثيرها على استقرار أسر الإطار التربويّ والأستاذي، راتب منغّص بالتّدمير النفسي والعصبي والجسدي ، مهنة تأكل من حياة منظوريها مثل الموت البطيء، ولا تُسلِمُهُم إلى التّقاعد إلا حطاما .

هذا الواقع قد لا يكون عامّا ولكنّه يشمل نسبة عاليةً من أهل القطاع يعرفهم جيّدا كلّ من عايشهم.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات