النوّاب والنّائبات الذين استهدفوا شخص رئيسة الهيئة بسيل من السّباب والاتّهامات والمسّ من الكرامة والتشكيك في الذمّة لا يعلمون من غبائهم وعمائهم أنّهم يعزّزون رصيدها ومصداقيّتها أمام أنظار المتابعين من المنظمات والمؤسّسات الدوليّة والإقليميّة ذات الصفة الرّقابيّة المعنيّة بحقوق الإنسان والعدالة الانتقاليّة وهي هيئات ذات صفة مرجعيّة محكّمة لها معايير موثّقة للتقييم ، فضلا عن القطاع الواسع من المعنيين بالعدالة الانتقاليّة في تونس حتّى من لديهم تحفظات على أدائها وأداء الهيئة من العقلاء ،
نوّاب المنظومة القديمة يواصلون نفس نهج الصّلف والاستكبار الذي أوصل يوما ما رئيس البلاد ليعلن على الملإ بكلّ سخف : "غلّطوني" ، يتخفّون وراء الموقف من رئيسة الهيئة لإجهاض مسار العدالة الانتقاليّة ، مطمئنّون للتوازنات الراهنة وبعض السياقات الإقليميّة والدوليّة ومستقوون بها ويتناسون أنّ نفس السّياقات لم تحم رئيسهم المخلوع.
الإخوة " الأعداء " شركاء النّضال ضدّ منظومة الاستبداد والفساد ، هل تجمعهم العدالة الانتقاليّة من جديد ؟ هل يوحّدهم مسار الثّورة الذي يتعرّض لكلّ محاولات الإجهاض للإجهاز عليه ؟
الوقائع تحدث أمام أعينهم وأعين الشّعب بشكل سافر مكشوف ولا تحتاج الكثير من التّأويلات والذّكاء لفهم رسائلها وخلفياتها وأهدافها ، فهل يتخفّفون من خلافاتهم وصراعاتهم لينتصروا للعدالة والكرامة والحريّة ؟
عديد المداخلات للنواب الذين واجهوا منظومة الاستبداد تعطي الأمل في إمكان الالتقاء على حماية المشترك الوطني الذي رسمه الدّستور الذي عُمِّدَ بدماء الشّهداء وآلام ضحايا الانتهاكات وعدم السّماح بتجاوزه وانتهاكه والانقلاب على استحقاقات الثّورة
حذاري فتحت الرماد اللهيب ومن يزرع الشّوك يجني الجراح !!!