أثر الفراشة : هل يكون جمال خاشقجي بوعزيزي الحريّة والكرامة في جزيرة العرب ؟

Photo

يسمّى الشّهيد شهيدا من شهادته الصّارخة على من ظلموا وأجرموا ، هي صفة مشبّهة باسم الفاعل ، قيل هو شهيد لأنّه يشهد يوم القيامة على من ظلمه ، ومن باب أولى أن تكون شهادته عليهم في الدّنيا بكشف جرائمهم وفضح نواياهم ومخطّطاتهم ،

كشَف ما رجح من معطيات عن مقتله سياساتٍ ظنّ مهندسوها أنّهم في منعة من المساءلة والإدانة وسط شعوب رازحة تحت نير آخر قلاع الاستبداد الشرقي ، حيث لا زال الحكم يُتَوارَث ويُتَنَازَع عليه بين فروع البطون والأفخاذ السّلاليّة غلبةً وسطوةً حيث يسود الأطول يدا والأشدّ سطوة والأطوع لإرادة الخارج .

خاشقجي الشّهيد المغدور المقتول غيلةً فتق كلّ ما نسجته الأيدي الآثمة ونقض غزلها وكشف وهن ما دبّرت وخطّطت ، جريمة بحجم جريمة ضدّ الإنسانيّة لأنّها كشفت معاناة الشّرق العربي في ظلّ أنظمة الاستبداد والفساد والمافيات ،

كان يجب أن تكون الجريمة بهذا القدر من البشاعة والقبح وفقدان الشّرف والرّجولة والإنسانيّة لتكون اليقظة وصحوة الضّمير واستفاقة حسّ الكرامة والنّخوة لدى المواطن الخليجي :


أصيحُ بالخيلج: "يا خليج

يا واهبَ اللؤلؤ والمحارِ والردى"



فيرجع الصّدى كأنّهُ النّشيج:

"يا خليج: يا واهب المحار والرّدى"


*****

وأسمعُ الصّدى

يرنّ في الخليج:

مطر

مطر

مطر

في كل قطرةٍ من المطر

حمراءُ أو صفراءُ من أجنةِ الزّهر

وكلّ دمعةٍ من الجياعِ والعراة

وكل قطرةٍ تُراق من دمِ العبيد

فهي ابتسامٌ في انتظارِ مبسمٍ جديد

أو حَلمةٌ تورّدت على فمِ الوليد

في عالمِ الغدِ الفتي، واهبِ الحياة

ويهطلُ المطرُ

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات