لم يبق أمام رئيس الحكومة بعد تجميد عضويّته إلا تشكيل حزب سياسيّ جديد يدخل به سباق الانتخابات وميركاتو الحكم ،حزب قد يوصله إلى سدّة الرّئاسة ثمّ سرعان ما يتفكّك من جديد مثل لعبة الليغو التي يركّب الأطفال قطعها ليعيدوا تفكيكها وتركيبها خدمة لمشهد جديد قبل أن تبلى ويلقى بها .
هذا هو مصير المنظومة القديمة ، قطع مبعثرة متناثرة عمياء صمّاء مكابرة مناورة تعيش على أمل استعادة النّفوذ القديم بدون رؤية ولا بصيرة ولا نقد ذاتي ولا مراجعة ولا إرادة حقيقيّة صادقة للانخراط في مسار الإصلاح والتّأسيس الدّيمقراطيّ والانتماء إلى منظومة الثّورة.
أحزاب بلاستيكيّة غنائميّة نفعيّة ذرائعيّة، تشتغل بالمناولة تحت الطّلب بدون روح أو فكرة أو حدّ أدنى مشترك ، أعضاؤها المتحوّلون مارسوا شتّى أنواع التزحلق السياسي والسياحة الحزبيّة وازدواجيّة الخطاب والنرجسيّة السياسيّة المفرطة ، يجمعهم التصويت المفيد ويفرّقهم الاختلاف على اقتسام الغنائم.
سيعيش هذا البلد على وقع سايكوباتيا نخبه وسياسييه حتّى تقيّض له "قوانين" السوسيولوجبا وشروط التحوّلات الاجتماعيّة النوعيّة جيلا أكثر وطنيّة وعقلانيّة وأقلّ ارتهانا للنّوازع الذّاتيّة و النّفعيّة الضيّقة.