زرّ الإرهاب بيد من ؟

Photo

متى يدرك أهل البلد عامّتهم وخاصّتهم أنّ الإرهاب حقيقة ميدانيّة ماثلة بعتادها وعدّتها ومواردها البشريّة اليقظة والنّائمة التي تتحيّن الثغرات الأمنيّة و السياقات والمناخات الملائمة لتنفيذ خططها ،

متى يدركون أنّ للإرهاب أهدافه و أجندته السياسيّة الخاصّة به وخططه وبرامجه والعقل الذي يقوده ولا يعمل بالوكالة لأحد ، وليس في حاجة لأزرار تحرّكه وتقوده وتخطّط له سواء من الدّاخل أو الخارج ،

الإرهاب يعمل لحسابه الخاصّ به أصالة عن نفسه مهما كان هناك من التقاء مصالح مصادفةً أو التقاءً موضوعيّا مع هذه الجهة أو تلك.

الإرهاب يستهدف الدّولة ومؤسّساتها وعوامل قوّتها ومناعتها واستقرارها ، وكلّ من يستثمر الإرهاب لخدمة أجنداته الخاصّة أو يسهم في إرباك مسار الانتقال الدّيمقراطي والتّشويش على مسار استكمال المؤسّسات الدّستوريّة أو تعطيل وظيفتها هو حليف موضوعيّ للإرهاب وخادم لبرامجه ومخطّطاته.

بيان الكتيبة

التثبّت من صحّة نسبة البيان لأصحابه فيه جانب فنّي يعلمه أهل الاختصاص الأمني ، وفيه جانب يتعلّق بتحليل الخطاب وهو وإن كان مفتوحا لاجتهاد المتابعين وتأويلاتهم كلّ من موقعه لكنّه يحتاج كذلك حدّا من الحصيلة المنهجيّة والمتابعة والإحاطة بمدوّنة هذا التيّار السياسي العنفي ،

الذين اعتبروا أنّ استعمال بعض العبارات في بيان الكتيبة يتناقض مع الخطاب المعهود لهذه الجماعة ويشكّك في صحّة نسبته إليها، هؤلاء يجهلون خطاب هذه الجماعات وأفكارها ومنشوراتها حيث تعجّ بالتحاليل السياسيّة التي تشير إلى العولمة ورأس المال المتوحّش والشركات العابرة للقارات وصندوق النقد الدّولي وضرورة تحقيق السيادة على الثروات الطبيعية و تحقيق العدالة والتحرّر من الاستعمار الخارجي ووكلائه في الدّاخل ....

كانت مجلّة الوعد التي أصدرها أنصار الشريعة بتونس ووزّع منها بضعة أعداد وثيقة مهمّة عن هذا المضمون حيث كانت تتناول القضايا السياسيّة والاقتصادية والاجتماعية مثل أي مجلة ، فلا غرابة أن يتضمّن البيان مضامين بهذا المعنى والأسلوب ،

أمّا تقديم عبارة الشهيدات فيفهمه من تابع ما خلفه مقتل أمّ يمنى من غضب وتعاطف لدى أبناء هذا التيّار حتّى أصبحت أيقونة لديهم ونظّمت عمليات ثأريّة باسمها وانتقاما لها ، فضلا عن مقتل أخريات في رواد وربّما في بؤر التوتر.

خطاب هذه المجموعات ليس فقط دينيّا تقليديّا بل كذلك سياسي تحليلي يستثمر مرجعياته ويعبر ن ايديولوجيته.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات