مقاطعة الانتخابات حقّ من الحقوق الفرديّة التي يضمنها الدّستور والقانون ، لكنّ الدّعوة إلى المقاطعة والتّحريض عليها دعوة غبيّة لأنّ عدم المشاركة هي في حدّ ذاتها مشاركة سلبيّة ومؤثّرة في النّتائج ويحسب رصيدها بالأرقام لفائدة قائمة من القوائم المترشّحة،
الانتخابات بكلّ ملابساتها ونواقصها تتمّ في سياق مسار انتقال ديمقراطيّ مهما كان متعثّرا، والدّعوة إلى المقاطعة تعبّر عن عقليّة استقالة وعدميّة ويأس وسلبيّة وعجز وفشل وضعف للحسّ المدني.
الدّعوة إلى مقاطعة الانتخابات تجمع حزب التّحرير والسلفيّة التّكفيريّة المزيّفة وتيّار المحبّة " العريضة سابقا " وعددا من فقيهات الحداثة وفقهاء النّمط و اليائسين من مسار الانتقال الدّيمقراطي ... جميعهم لا يثقون في الدّيمقراطيّة والخيار الانتخابي ... جميعهم يعتبرون الشّعب غير مؤهّل لممارسة حقّه في إدارة الحكم المحلّي …
اختلفت مرجعيّاتهم " دينيّة ، أيديولوجيّة ، نفعيّة ... " والنّتيجة واحدة : الدّيمقراطيّة لا تصلح للتّونسيين والتّونسيّات .
والشّعب سيسفّه هذه التصوّرات العدميّة وينزل بفطرته المواطنيّة رغم كلّ الإكراهات والتعثّرات وعدم الرّضى ليساهم في وضع حجر الأساس لبناء أوّل تجربة للحكم المحلّي في تاريخ البلد.