النار المضادة ( le contre feu)

Photo

يستغرب المرء ,إثارة موضوع عودة التونسيين من بؤر التوتر , الان بالضبط ,وبتغطية إعلامية مضخمة ومكثفة ,الى درجة أنها حجبت تماما كافة المواضيع الاخرى .

لا أعتقد أن مأساة حلب وراء هذا "الغليان" الاعلامي ,فالحرب هناك للأسف الشديد لم تنتهي ,بل أخذت شكلا أخر أكثر خطورة ,وسوق الارهاب والقتل مازال "مزدهرا" ,فعن أي عودة يتحدثون بالضبط ؟

التوانسة الذين ,ذهبوا وضاعوا هناك ,ليسوا بجيش نظامي , يحارب تحت قيادة واحدة ,يهاجمون ويتراجعون ,بصفة منظمة ومنسقة,فهناك من ينتمي الى داعش ,وهنا ك من ينتمي الى القاعدة ,وهما مختلفان ,متخاصمان وتصادما أحيانا بصفة دموية ,,,وهناك أيضا من إنظم ألى تنظيمات .....لائكية ,يسراوية وقومية تقاتل مع الجانب الاخر ,وهذا مسكوت عنه سياسيا وإعلاميا .

الموضوع إذا ,أكثر تعقيدا وتشعبا مما يطرحه ,خبراء "الاحد الارهابي "في إعلام بودورو ,والفايس بوك .

إثارة الموضوغ ,الان ,وبهكذا كثافة يذكرني بعمليات غسيل الادمغة , ,كما يذكرني أيضا بالتكتيك المتبع لدى آعوان المطافيء عندما يشب حريق غابات , يشعلون ضده, نارا مضادة ,تخمده في المهد.

كذلك هو الامر في السياسة بصفة عامة ,وفي موضوع الحال الذي نتحدث عنه .

إننا نرى تهويلا ممنهجا ,بهدف إخافة التوانسة , وبث الرعب لدى الرأي العام بهدف شل قدرته على التفكير السليم ,للتغطية على الانهيار التام للنظام الحالي على كافة الاصعدة ,الفكرية ,الاخلاقية ’السياسية ’الاقتصادية الاجتماعية والثقافية.....

الارهاب حقيقة ,وليست بفزاعة ,وجب التصدي له عقلانيا وبرص الصفوف ,لكن هناك من يستعمله كوسيلة حكم ,وكتبرير لفساده وفشله في رفع التحديات التي تهدد بلادنا ,من هنا هذا التكتيك السياسي والإعلامي البائس ,الذي لم يعد يقنع أحد ا,باستثناء طبعا المتمعشين من هكذا نظام متخلف ,والبعض من محدودي الوعي السياسي .... أحباء "الاحد الارهابي " …

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات