من نكد الزمان أن الساحة السياسية ببلادنا ابتليت بنكرات ,لا ماضي سياسي لها ,لا تملك مؤهلات خاصة أو مميزة,لا إضافة يمكن لها أن تقدمها للمجموعة الوطنية ,ومع ذلك تصر على فرض نفسها على الخلق ,إما عبر ثروات طائلة مجهولة المصدر,شبكات تأثير مافيوزبة ,أو لقرابة بيولوجية مع مسؤول سياسي نافذ…
سأقتصر في هاته البطاقة القصيرة على القرابة البيولوجية وهي افة الحياة السياسية بتونس ,عرفناها مع بورقيبة وإبنه ,ثم زوجته ,والتي إنتهت بكارثة مع ابنة أخته سعيدة ساسي ,ثم مع التعيس بن علي إخوته وأقربائه وعصابة الطرابلسية .
قطعت الثورة التونسية مع هاته الممارسات الظلامية والقروسطية المقرفة, لكنها رجعت بسرعة مذهلة مع أناس يدعون زورا وبهتانا " الحداثة "...ويا لها من مفارقة وسخرية الاقدار …
وها نحن نشهد إبن ساكن قرطاج يصول ويجول في البلاد ,يترأس حزبا / عصابة ,حوله الى أداة لوراثة والده في القصر ......وذلك مهما كان الثمن....حتى وإن كان إفلاس البلاد وتسميم الحياة السياسية بها ....
حافظ السبسي هذا ,بحسب كل الشهادات ,لا مؤهلات خاصة له تؤهله لتحمل مسؤوليات سياسية ..حتى البسيطة منها,لم نستمع إليه يوما,لا نعرفه أصلا ,وهو من المفروض أن يكون الاكثر حضورا في الساحة السياسية والإعلامية,لأنه نظريا ,على الاقل ,هو رئيس "الحزب الاغلبي "... لكن الرجل يفضل التحرك في الظلام , من وراء الستار ,يعبث بأمور ومصالح البلاد,والأخطر من كل ذلك يتصرف في مفاصل الدولة وكأنها ...."ملك السيد الوالد" ..وهذا هو بيت القصيد ....
الشعب التونسي لن يقبل بهكذا سخافات قروسطية ,وعلى السبسي الابن أن يعي شيْئا ,أن "السلطة" التي يملكها الان ,فمصدرها والده الذي عندما دخل القصر خرج من العصر وأصبح يهذي ويريد توريث الحكم ,وهو الشيء المرفوض تماما والغير مقبول إطلاقا....إطلاقا....
بناء عليه يجب على هذا الشخص أن يستفيق من أحلام اليقظة التي عشعشت في مخه ,والتي زينتهاله بطانة سوء من المنافقين المتملقين ,أمثال برهان بسيس , وصاحب مقولة "مبعوث العناية الالاهية " ,والفاسد المفسد طوبال وغبرهم ... وعليه أن يتذكر أن في اللحظة التي ستلي غياب والده ,وهذا قدر ومحتوم ,فانه سيعرف نهاية "غير سعيدة ",لا على أيدي أعداءه خصومه ,بل على أيدي "مريديه وأصحابه ", الذين سيتخلون عنه لانتهاء المصلحة .....وسيقدمونه "قربانا " لمن سيأتي من بعد ..
وعليه أن يتعظ أساسا بما جرى .....للضفدعة التي أرادت أن تكون بقرة......