عندما قررت تونس قطع العلاقات مع النظام السوري,كان ذلك مطلبا شعبيا ,وقرارا سياديا مستقلا .
قطعت تونس علاقاتها مع نظام الاسد ,لانه واجه مطالب شعبه بالحديد والنار,بينما كانت الثورة ,واعية ,بحساسية الوضع الاقليمي,الصعب , والوضع الداخلي الهش ,تطالب فقط بكل واقعية, باصلاحات تسمح للشعب بالمشاركة في تسيير بلاده, وذلك بصفة سلمية ,رافعة شعارات "سلمية ,سلمية ,الثورة السورية سلمية" ,و "واحد ,واحد الشعب السوري واحد" …
ساندت تونس ,شعبيا ورسميا ,الثورة السورية بشكلها هذا ,الصافي والطاهر ,ورفضت رفضا باتا ,الدعوات ,المتطرفة ,التي كانت تطالب باستعمال السلاح والعنف ,لان ذالك كان سيقضي, ببساطة ,على الثورة ,وعلى سوريا ,ووحدتها…
الاطراف الاقليمية ,وخاصة الخليجية,التي إرتعبت من العدوى الديمقراطية ,بادرت بتسليح أطراف محلية صغيرة ,كجيش سوريا الحر,ثم غمرت الساحة تدريجيا ,بأطراف إرهابية متطرفة ,بداية من منظمة النصرة , الاسم المحلي التي تتخفى وراءه "القاعدة ",الى ان تقرر إطلاق وحش الوحوش "داعش" .,
بعد تغير المعطيات هاته,لم يعد هناك مجال للحديث عن ثورة ,إذ أصبحنا أمام حرب إهلية / إقليمية ,تقودها مشيخات الخليج والبترودولار...للقضاء على مطالب شعوبنا في الكرامة والحرية,فجيشت الجيوش في كامل العالم الاسلامي ,وتم تسفير شباب أحمق بالآلاف نحو المحرقة ,بدعوى الجهاد ,وهم لا يعلمون أنهم مجرد وقود لحرب المشايخ ومن وراءهم امريكا …
تلك البلدان ,وخاصة دويلة الامارات هي التي ,دائما ,خوفا من العدوى الديمقراطية ,من ساهمت بأموال طائلة ,وبطرق أخرى قذرة ,في عودة المنظومة القديمة الى الحكم بتونس
وأصبحت تتحكم ببلادنا ,والدليل أنها تمنع عودة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا حافظ الاسد ,لان لها أجندة خاصة بها ,تحقيق الحلم الازلي لتلك المشيخات منذ الستينات من القرن الماضي ,تفتيت كل من سوريا والعراق ,على أساس طائفي عرقي ,وهو الهدف الذي تسعى اليه إسرائيل أيضا....
للأغبياء من النداء ومن لف لفهم .إسألوا رئيسكم لماذا لم يبادر بفتح السفارة التونسية بدمشق مثلما وعد؟ وهل هناك علاقة بين السيارات الفخمة التي أهديت له من قبل الامارات والتي دخل بها الى القصر ,وهذا الانبطاح....
اللعنة الابدية على كل الاطراف ,المتدثرة بالحداثة المغشوشة ,أوالمتدثرة بالتدين الزائف ,المتسببة في مأساة أهلنا بسوريا .....لا لنظام الاسد الدموي والقبيح..ولا أيضا للمتطرفين الارهابيين.ولكل الدواعش..
الشعب السوري وكل إنسان حر, براء من الاثنين , إذ كلاهما دمرا الحلم السوري ,وهو جزء من حلم شعوبنا ,في الكرامة والحرية....
شعبنا ,لن ينسى ولن يغفر…