سيدة في الزحام ....

Photo

شعبنا عظيم, إيه والله عظيم ,كم من مرة إنتفضنا غضبا ونقمة ,ونعتناه بالسلبية ,بقلة الوعي …و…و .. لكن في "الرسمي " يظهر المعدن الاصيل .

أخبرني صديق عزيز ,من أصحاب العقل والمستوى الرفيع إنسانيا وأخلاقيا , عن واقعة معبرة ومؤثرة جدا .

الاحداث جدت بإحدى المحطات المزدحمة الى درجة الاختناق , للنقل بين المدن ,بتونس العاصمة ,….ارتفع صراخ إستغاثة لسيدة ,هرع اليها الناس ,…الدراما "المعتادة "…,ضحية نشل جديدة …,

لكن الضحية هاته المرة لم تكن "عادية " ,نواسيها قي بضعة كلمات ونمر,…لا …من لهجتها كانت سورية …,ونحن معشر التوانسة ,منذ "باب الحارة" أضحت لهجة أهل الشام ,لهجتنا تقريبا , أحاطها الجميع بكم هائل من المودة والحب ,هناك من أراد التبرع لها بأموال,رفضت ,هناك من عرض عليها دفع ثمن تذكرة السفر ,رفضت ,وكانت تبكي أساسا بسبب ضياع جواز سفرها وأوراقها الخاصة , كانت النساء تقبلن رأسها,وكان الكل يشتم النشالين ,ويعتذر لها باسم التوانسة.,فالكل أحس بالذنب ,وبالتقصير تجاهها…..حركة تلقائية ,شبه غريزية ..لم يسألها أحد عن مواقفها من الحرب ,عن ديانتها ,أو طائفتها….

لكن الحياة قاسية ,تفرض عليك إيقاعها الخاص ,فالكل مرتبط بالتزامات ملحة ,وأعمال لا تتحمل التأجيل مرتبط بالحافلة القاصدة المدينة كذا التي تنطلق في الساعة كذا ,والأخرى في ساعة كذا …الحياة لا تتوقف ,جري ,ركض ,,,الى أن خف التجمهر, إلا من بعض النسوة.أحطن بها كالحرس الملكي ,رفضن المغادرة الى أن يوجد حل …وهذا ما كان ينتظره ثلاثي معين …إقترب منها أحدهم ,وكانت تقاسيم وجهه تعبر عن خجل وإضطراب… وبسرعة البرق ,مد اليها حقيبتها اليدوية بخفة محترف, وبلكنة تلك الاحياء المفقرة والمهمشة ,قال لها ,خافضا أعينه……" سامحينا أختي العزيزة ماكناش نعرفو أنك سورية"…وأختفوا كالاشباح وسط الزحام.

الحقيبة التي فتحت وفتشت على عجل كانت تحتوي ,علاوة على أوراقها الثبوتية …كل صيغتها وكمية لا بأس بها ,من العملة الصعبة والمحلية …..لم تمس…….

هذا شعبنا ,الذي رغم ستين سنة دكتاتورية ,جهل وتجهيل ,فقر وتفقير ,لم يتنكر لانتمائه وإنسانيته ساند بصفة تلقائية ,الثورة السورية الديمقراطية والسلمية ..الثورة التي رفعت شعار "واحد واحد الشعب السوري واحد" ..و "الثورة السورية ديمقراطية وسلمية" ,,,,,

كم أخجل الان كتونسي ممن بكل وقاحة,يساند نظام الاسد , كمجموعة البائسين الفاشيست التي ذهبت هناك مؤخرا,وممن يساند في الجهة المقابلة , مختلف الدواعش المجرمة,صنع المخابرات العربية والأجنبية…..
اللعنة ,الكل سواسية وفي نفس السلة .,سلة العار..

لا للأسد ولا للدواعش …..

ملاحظة هامة :يرفض النظام الحالي رفضا باتا وقطعيا إستقبال أي لاجىء سوري ,ومن علق هنا لسوء حظه يعامل بطريقة مخجلة …ميركل أرحم من السبسي.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات