بين مفهومي البلدية ...والبلادة الذهنية

Photo

لغويا البلدية ,بكسر النون وكما تنطق بالدارجة لدينا,هم من عاشوا لمدة سبعة أجيال متتالية في مدينة ما, أومنطقة ما,ويستطيعون الاستدلال عن ذلك بقبور أجدادهم وأسلافهم بمقابر مدينتهم أومناطقهم …

في الواقع هذا مستحيل,علاوة على أن ذلك غير محبذكثيرا ,لان الانسان ,مجبول على التحرك,على التنقل ,وعلى الاختلاط التجارة,الدراسة السياحة,الاطلاع والمعرفة بأفق مختلفة أخرى,والا حصل الانغلاق المميت "فساد الدم ".

عادة لا أحب الخوض في هكذا مسأئل , لكن أجد ان إعتزار المرء بمدينته ,بمسقط رأسه وأجداده,بمنطقته الاصلية ,عادي ,شرعي ,ودلالة أصالة,.لكن شريطة عدم المساس بالآخر,خاصة إذا كان إبن الوطن المشترك ,والأجنبي المختلف الجنسية ,الدين اللغة,والأصل العرقي , الذي يعيش بيننا ..

دعونا من تصريح البؤس الذي نطق به "أحدهم " حول عدم أهلية المرأة على تحمل المسؤولية ,وذكروه ,بميركيل بالمانيا مثلا …

وأريد أن أؤكد على أن الامور تدهورت ببلادنا بصفة مريعة,وصلت حد , التبلد والبلادة الذهنية لدى البعض, الى درجة أن "مثقفا عضويا" ,مسرحيا "تقدميا حداثيا" جدا ,وعنيت رجا ء فرحات ,المنحدر من مدينة بالجنوب ؟,ينكر على مرشحة ,رئاسة بلدية تونس العاصمة ...لأنها من مواليد مدينة أخرى !!!!!

كما ترون خيط رفيع يفصل بين مفهوم البلدية بالمعنى السوي ,ومفهوم البلادة الذهنية والفكرية تجاوزه بعض التعساء لدينا ...أوجب تذكير هذا "المثقف " ,أن الرئيس الامريكي أوباما ,كيني مسلم من ناحية والده ,روسي أردتوكسي من ناحية والدته ,أو أن ترامب نفسه ,حفيد مهاجر ألماني من هامبورغ ,هاجر الى أمريكا بعيد االحرب العالمية الاولى فقط ,ولكي نبقى في المجال البلدي ان عمدة بلدية باريس سابقا " دلانوي " من مواليد بنزرت ؟

للأسف في خضم هاته المعارك المفتعلة السخيفة,يتوارى الاهم ,ما هو سيداتي سادتي مشروعكم بخصوص البلدية ؟

"فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث بالارض " ,صدق الله العظيم

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات