من باب الفضول،ألقيت نظرة بالامس مساء على قناة تلفزية من تلك القنوات اياها، ، فقفز منها وجه حمة الهمامي ..في" حوار" مع مريم بلقاضي…
كان يتحدث بحماس شديد عن لقاء الشاهد…أي اللاحدث، اللا شئ، … كان يندد بالاستغلال، يتباكى عن ال" زواولة"، كان يجتر نفس الكلام، كان يتكلم…كالزعيم .."زعيم "المعارضةالمنصبة….فكان كالعادة،وكما عهده الشعب التونسي…..خارج الموضوع…تماما….
اكتشف التوانسة ،والعالم،قبلها بيوم، مدى فساد قناة معينة، ودورها الخطير في افساد الحياة السياسية لبلادنا،وتفسخ الطبقة الحاكمة ، ومع ذلك كان..،يهذي،ولا كلمة حول موضوع الساعة، كان يتحدث عن وهم اسمه الشاهد، ، يلوك كلاما ،مجترا ،..خارج اطار الزمان والمكان.. ،فكان وهما اخرا..ومع ذلك كان يطرح نفسه كبديل!!!!
نسي او تناسى ،ان دوره في المنظومة القديمة/الجديدة ،التي انبثقت عن إعتصام "الروز بالفاكية" ،يقتصر على لعب دور المعارضة الشكلية، كما كان الحال مع ….تلك المعارضة الشكلية التي كانت ايام بن علي..مع هامش اكبر من حرية التعبير…. لا غير….
إستدعي إذا على عجل، لحرف الأنظار إستدعي هناك ، لإظهار ،مدى ليبرالية سياسة النظام الاعلامي المابعد النوفمبري تفتحه ، الفكري والسياسي، استدعي كنار مضادة،..تماما،لإطفاء النيران، التي شبت فجأة، بعقر دار قناة العائلة،وتباعا شقيقاتها..
كان "الزعيم" الهمام ، ، يقوم بواجبه،كان يعطي كالكاهن تزكيته" الديمقراطية والثورية "،، لإعلام لعب دورا أساسيا ومحوريا،في حملته الانتخابية، وفي صعود نجمه، بالموازاة مع صعود ونجاح نجمة …السبسي….،
مقابل إطلاق تلك الحملات المسعورة : القاروص، ختان البنات، ، جهاد النكاح…..، وبقية الكذب والبهتان..
كان المشهد بائسا وسورياليا….ذكرني بكتاب جان زيغلر ،المناضل التقدمي السويسري ، " سويسرا تنظف أكثر بياضا"، تناول فيه ،دور سويسرا ونظامها البنكي والمصرفي في" تنظيف"وتبييض ،اموال الشعوب المقهورة والمنهوبة من قبل كل الدكتاتوريات ، الشركات العابرة للقارات، ومختلف مافيات العالم
كان هناك، ، لأداء دوره في قطع الطريق مجددا ،وفي دور: حمة ينظف أكثر بياضا…