لم يرتق خطاب السبسي بالامس الى البيان العسكري المشهور"البيان رقم1" ,البيان الذي دمر العالم العربي, لكن لنقل كان ...نص نص.. بمعنى أنه إقترب منه بصفة خطيرة وغير مسؤولة.
إقحام الجيش, بتلك الصفة المقنعة والمفتعلة ,في الخلافات الاجتماعية ,النقابية وبالتالي السياسية ,يعد أكثر من الجريمة..... الخطأ والخطيئة ,ولن يقبل من قبل التوانسة ,أكانوا مدنيين او عسكريين .
المؤسسة العسكرية محل إجماع الشعب التونسي ,الذي كان ومازال متماهيا معها ومحتضنا لها ,وعاينا ذلك بملحمة مدنين عندما ساهم بصدره العاري معها ,ميدانيا, في التصدي للإرهابيين,فلا سبيل إذا الى أن تكون محل خلاف ,او إضعافها بالزج بها في أمور ليست من مهامها .
رجاء ,يا من إحتكرتم الحداثة و الانوار ,منذ متى يشارك العسكريون في الاجتماعات السياسية ,؟؟؟؟, شخصيا أصبت بصدمة فعندما كان السبسي،في اجتماع شبه حزبي، اذ ضم أطرافا واستثنى أخرى، وهنا بيت القصيد،يهدد شعبنا لاهثا وقائلا حرفيا "الجيش ميرحمش" !!!!ملمحا الى إستعمال السلاح ,سلطت الاضواء على ضابط من الجيش الو طني جالسا في القاعة,وركزت عليه بصفة ملفتة للانظار....!!!!!!
أريد إعادة السؤال منذ متى ,منذ متى يشارك العسكريون في الاجتماعات السياسية وبهذا المستوى الرفيع ؟؟؟؟؟؟
الصدمة كانت مضاعفة ,عندما سمعت تعليق صحفي عرف بقربه الشديد من النظام,الرئيس قبل الثورة لجمعية .." فرسان القلم من أجل بن علي" ..وقصدت سفيان بن فرحات على قناة"بوهم الحنين " على الساعة الواحدة يعلق ,على تلك اللقطة "أعرف هذا الضابط لقد قام السبسي بترقيته مؤخرا"......
من سيأيد بصفة أو أخرى ,"عسكرة" الحياة السياسة ببلادنا سيعد انقلابيا خارج الشرعية وعليه ان يتذكر ,أن التحجج ب "كنت جزءا من منظومة" ,"كنت أنفذ الأوامر حجج غير مقبولة أكان ذلك في القانون التونسي ,أو ...القانون الدولي....
يحيا النظام الجمهوري الديمقراطي والمدني....
يحيا جيشنا الجمهوري ,يحيا أمننا الجمهوري…
ولا عزاء لمنظومة قديمة فاسدة مفسدة,لا تصلح ولا تصلح.....